“السفاكين” مسرحية قصير

تاريخ النشر: 22/05/21 | 16:50

هادي زاهر
المنظر: غرفة نوم جميلة للغاية ينبعث منها ضوء احمر خافت.
الشخوص
عطالله: رئيس العصابة، مراوغ قدير.
سارة: زوجة عطالله متوسطة الطول وعريضة بعض الشيء، شخصيتها قوية، مسيطرة على زوجها.
غازي: المسؤول عن عمليات العصابة، رجل فارع الطول، نزق.
يفتح الستار وبعد لحظة.
هب عطالله من نومه فزعًا وقد شُحب وجهه، احست ساره بما يشعر به زوجها فاستيقظت مستفسرة لا سيما وانه كان قبل ذلك يتقلب في فراشه، نظرت إلى وجهه الذي اكتنفه الاصفرار وسألته:
– ما بك يا حبيبي؟
* لا شيء انها مجرد أحلام مزعجة بعض الشيء.
هزت سارة راسها وقالت:
– أدرك ان الهواجس تملكتك ولا تنسى باني درست علم النفس، كن صريحا معي فانا سندك في كل الأوقات، خاصة العصيبة منها.
كان عطالله في حالة اضطراب شديدة، شعر بان قلبه سيقفز من بين ضلوعه وقد ارتعد قليلا بالرغم من محاوله سيطرته على نفسه، امعنت سارة النظر وأضافت:
– ما لك يا رجل ترتعد وانت مشهور بمدى صلابتك.
رد وقد تولاه الخوف:
* أخشى مما هو قادم.
ردت ساره قائلة:
– هناك من يحفر تحتك من المقربين منك وعليك عدم تنصيبك لأي شخصية قبل موافقتي عليها كي تبقى مسيطرًا على الأوضاع كما يجب، ان كل تنبؤاتي حول كل الشخصيات التي اخترتها كانت صائبة.
عطالله: اتركيني من هذا الموضوع انت تدركين جيدًا بان كلمتك نافذة، المهم إذا حدث وسجنت فعلمي بانك السبب.
سارة: (باستغراب شديد) انا.. ماذا تقول؟
عطالله: اخذتي بلم الزجاجات الفارغة لبيعها فعشت في هذه الأجواء وأول فرصة صادفتني استغليت منصبي وعقدت صفقة شخصية تم من خلالها ربح ملايين الدولارات.
نظرت سارة باستغراب وقالت بصوت عال:
*ما ها التخبيص؟ ما هي علاقة الزجاجات الفارغة بصفقة الغواصات التي ترمز إليها، كف عن الهذيان، إني افهم وضعك جيدا، علينا ان نعمل على عدم تولي احدى العصابات مكانك، وهذا يتطلب خطة متقنة نخلط من خلالها الأوراق لنبعد عنك المحاكمة وشبح السجن، خاصة وهناك ملفات تلبسك.
*ماذا تقترحين عليَّ ان اعمل قد استنفذت كل الاساليب.
– انها في غاية السهولة.
ووجد نفسه يسأل بصوت عال مرة أخرى:
* كيف تكون غاية في السهولة، لقد قدمت لوائح الاتهامات .
– الم تساعد السفاكين في الدخول إلى الهيئة التشريعية بعد ان منعوا من ذلك.
– أي نعم.
* حسنا.. ساعدتهم فمن المفروض ان يساعدوك.
– صحيح كان ذلك من ضمن حساباتي.
*ادفعهم إلى الهجوم على أكثر الأماكن قدسية بالنسبة للعدو ليكون رد الفعل عنيفا ثم استغل الوضع للإعلان عن حرب بحيث تُخرس كل المعارضين وتفوت عليهم فرصة الجلوس مكانك.
– الفكرة من ضمن مخططاتي.
* قبلت سارة عطالله ثم نهضت توجهت نحو الخزانة واخرجت حبة دواء وعادت لتقدمها له، وقالت:
– هذه حبة لتهدئة الاعصاب خذ (اخذت في تمسيد شعره ثم قالت) والان نم يا حبيبي.. يا قسمتي ونصيبي.. نام يا حبيبي نام.. رح نقهر كل الاقزام.. (صمتت قليلًات ثم اضافت) انت معروف بقوتك.. بصلابتك مالك تضعف في انطوائك كن كما يعرفك الناس.
****************************************
يخفت الضوء رويدًا رويدًا وبعد لحظة يعم ضوء عادي، ويظهر عطالله وغازي، داخل مكتب أنيق للغاية، عطالله جالسًا، يدير بالكرسي إلى اليمين وإلى الشمال قليلًا، غازي يجلس على الكرسي وسرعان ما يقف ويجلس القرفصاء وينشغل برفع الكرسي إلى اعلى، يجلس ويعود بظهره إلى الوراء ثم يقول لعطالله:
* تفضل
غازي: يتأفف.. اففففف الحقيقة هي إني دعوتك لتدارس الأوضاع وكنا قد قررنا في السابق ” بان “علينا ان نفتعل حربا على جيراننا كل فترة لضرب جيل الشباب المرشح للمقاومة ولكن علينا أن نجد المبرر لا سيما وان القيادة “بجانب النهر” تنتهج طرق سلمية في مقارعتها لنا ولا تتيح لنا أي مجال لاتهامها بممارسة الإرهاب، ولكن أعتقد انه ليس هناك أروع من هذه الفترة لضرب العدو في ظل تسابق دمى العم سام في الخليج لإقامة علاقات معنا، من هنا لا خوف من أي ردود فعل وفي أسوأ الأحوال يقدمون الاستنكارات وإصدار البيانات، نباح نحبذه ونتفهمه، بل ونطلب من قيادة هذه العصابات أن يدينوننا باشد عبارات التنديد ليكون ذلك بمثابة تنفيس الاحتقان لدى شعبهم.
* غازي” بحماس وحدة:
اتكل عليَّ، إني لها فانا وحدي قتلت في حربنا على “الخاصرة الغربية” 1439مخربًا.
– عطالله: إني اثق بك وبقدراتك تماما بالرغم من اختلاف وجهات النظر حول كيفية إدارة المنطقة ولكننا متفقين حول اهدافنا وامام عدونا، علينا أن نستغل هذا الوقت بالذات حيث هناك قدسية لهذه الفترة او هذا الشهر وفقا لتقويمهم، وقد افادني مستشاري بان هناك ليلة لها قدسية خاصة ” يعتقدون بان شريعتهم نزلت من السماء في مثل هذا اليوم، نستغل هذه الليلة لنهينهم في الصمم، لنسحقهم حتى النخاع، ندفع بالسفاكين للتحرش بالمواطنين هناك والهجوم على المسجد وعندها سيكون رد فعلهم عنيفًا، نكون لهم بالمرصاد مدعين بان هناك اعتداء علينا الامر الذي لن نسمح به، نستغل الاحداث ونحرفها في الاتجاه الذي نريده.
غازي وهو يهز برأسه منسجما مع الفكرة:
*منذ فترة تراودني فكرة افتعال حرب كي نفشل كل تقدم للعدو نعيده إلى الوراء سنين عديدة وعلينا أن نختار اللحظة المناسبة لنشن هجومنا وهي قبل افطارهم بدقائق معدودة حيث يكون الصائمين في حالة جوع شديد مما يدفعهم إلى ارتباك كبير، علينا ان نكون جاهزين جيدًا للرد الصاعق فيما إذا تدخل الساكنين على “الخاصرة الغربية” أو اي جبهة أخرى.
عطالله وقد شع من عينيه بريق الارتياح:
– علينا عند القصف أن نختار الأماكن التي يتواجد بها الأطفال، لان لا شيء يحبط معنويات المخربين أكثر من مقتل أولادهم.
وأعلن عطالله عن اغلاق الجلسة قائلا:
-اتفقنا ولننطلق
ويسدل الستار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة