حينما خطا في الصحراء خلف سرابِ امرأة../هلوسات خريفية في اللاوعي

تاريخ النشر: 28/10/20 | 9:14

عطا الله شاهين
لم يكن يتوقّع بأنه سيرى سرابا يشبه امرأة حين خطا تحت الشّمس، بينما كان يسيرُ في صحراء غريبة. رملُها بدا رماديا. لاحظ من بعيدٍ سرابا لامرأة بدا له بأنه تلوح له بيديها اللتين بدتا شفافتيْن. توقف الرّجُل الذي راح يتصبّب عرقاً من حرارةِ الجوّ، وقال في ذاته: معقول أن تكون المرأة التي أراها سرابا. فسارَ الرّجُل عدة خطوات، واختفى السراب فجأة من أمام عينيه، فقال في ذاته: حرارةُ الشّمس تؤثر على رأسي، الذي اشتعلَ من حرارة الجو.. شرب الرجل ماء من مطرته، وسار تحت الشمس، رغم أن قبعته التي يعتمرها لم تحمه من حرارة الشمس. وبعد مرور وقت قصير من سيره البطيء رأى ذات السراب، فقال: مذا يريد مني هذا السراب فكلما أقترب منه يهرب من وجهي..
فلم يكترث للسراب الذي بدا من بعيد امرأة،. وبعد مرور زمنٍ تعب من سيره، واستراح تحت شجيرة أوراقها لونها برتقالي، وغفا لبعض الوقت. وحين استيقظ من غفوتِه. رأى سرابا على بعد عدة أمتار منه.وتيقن بأنها امرأة، فجفلَ الرجل وعدّل من جلوسه، وقال لها: ماذا تريدين؟ المرأة اختفت في لمح البصر. فقال الرّجُل: لربما الغيمة أثرت على اختفاء السراب. كان يبرطم في ذاته لأنه شعرَ بتعبٍ مجنون من سيره الأهبل في صحراء رمادية تحت شمسٍ حارقة وظل يرى سرابا يشبه امرأة فقال: لماذا أخطو خلف سراب؟ هل لأن السراب امرأة؟…
——————————
هلوسات خريفية في اللاوعي
عطا الله شاهين
لم يهلوس شاب دائم التفكير في غموض الأشياء وقت الانكماش العدمي. ففي حياته الجنونية من تفكيره في قوانين الحياة بفيزيائية الأشياء التي تربكه بنظامها الفيزيائي لم يهلوس البتة. فذات مساء رمادي بغيمات خريف مغبر رأى نفسه يهلوس عندما وصل عقله إلى حالة اللاوعي، كشعور يرغب بتجربته ليرى مدى استجابة ذاكرته في حالة اللاوعي. بقيا لزمن بلا وعي لعقله، الذي لم يره يسقط في هاويات اللاتفكير في معرفة سيكولوجية العقل في حالة الوعي العقلي لرؤية ما، من الناحية الميتافيزيقية في تفكير العقل عنده في أشياء يصعب اختراق حواجزها الفيزيائية، إلا إذا حلّق في ذاك المساء الخريفي في حالة اللاوعي لزمنٍ توقفت ساعته بالصدفة، حينما رأى رياحا خريفية تسقط أوراق الشجر في حديقة منزله المرتبة..
هلوساته الخريفية لم تدم لدقائق، إلا أنه اكتشف بأن حالة اللاوعي لا تشبه حالة وعي عقله، لأن الرياح لم تسقط أوراق الشجر وقتها، لأنها كانت أوراقها دائمة الخضرة، ولهذا رآها في حالة اللاوعي تسقط أوراقها. فنظر بعد عودته من حالة اللاوعي، ورأى أوراق الشجر خضراء، فقال في ذاته: لماذا رأيتُ أوراقا صفراء لشجرات تسقط من رياح خريفية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة