القائمتان العربيتان أمام خيار صعب.. إما تسمية يميني أو البقاء في المعارضة| الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 02/03/21 | 18:52

لم يبق سوى ثلاثة أسابيع لموعد انتخابات الكنيست، والتي ستجري في الثالث والعشرين من الشهر الحالي. أحزاب يهودية عديدة وثلاث قوائم عربية، يتنافسون جميعهم على الفوز بمقاعد في البرلمان، وهو الوحيد في العالم الذي يطلق عليه الإسرائيليون “كنيست” ولا يستخدمون كلمة برلمان.
نتنياهو رئيس الحكومة الحالي لم يمل أبداً من السنوات العديدة الماضية التي ترأس فيه الحكومة الإسرائيلية، ويريد مواصلة الرئاسة بأي ثمن. وهو في هذه الحالة ليس أفضل من بعض السياسيين العرب، الذين لو كان الأمر بيدهم لنصبوا أنفسهم رؤساء مدى الحياة على دولهم.
الصراع على مقاعد أكثر في الكنيست وعلى منصب رئيس الحكومة، لا يدور هذه المرة، بين يمين ويسار بل بين قيادات يمينية. جوكر هذا الصراع هو نتنياهو الذي يحاول فعل أي شيء وكل شيء وبأي ثمن مقابل البقاء في منصب رئيس الوزراء. وهو من أجل ذلك يستغل كل فرصة يراها مناسبة لجمع نقاط إيجابية له في انتخابات الكنيست، التي جرها نتنياهو لإسرائيل للمرة الرابعة خلال أقل من عامين.
حادثة استهداف سفينة إسرائيلية في خليج عمان قبل أيام قليلة استغلها نتنياهو أيضاً لصالحه انتخابياً، بعد تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بأن إيران تقف وراء الانفجار حسب التقييمات الأولية المتوفرة، حسب قوله.
صحيح أن إيران نفسها لم تعترف بالمسؤولية المباشرة عن الحادث لهذه السفينة التي تحمل اسم “إم في هيليوس راي” (MV Helios Ray)- لكن صحيفة “كيهان” الإيرانية اليومية كتبت على صفحتها الأولى نقلا عن خبراء عسكريين- لم تسميهم- أن “السفينة المستهدفة في خليج عُمان هي سفينة عسكرية تعود إلى الجيش الإسرائيلي، وكانت تقوم بجمع معلومات عن الخليج وبحر عُمان، عندما تم استهدافها في طريق العودة قد تكون استهدفت من قبل محور المقاومة”. ومن الطبيعي أن كلام الصحيفة المقربة من النظام لم يأت من فراع.
نتنياهو سارع لتأكيد اتهام إيران بالمسؤولية عن العملية، ولأنه وحسب بعض المحللين، أدرك بسرعة حجم الفائدة المرجوة له من حيث الدعاية الانتخابية. الاجتماع الذي عقده الكابينت الأمني الإسرائيلي، مساء الأحد الماضي وشارك فيه قادة الجيش والموساد ومجلس الأمن القومي الإسرائيلي، خرج باتفاق المشاركين فيه على وجوب توجيه إسرائيل ضربة لإيران رداً على استهداف السفينة الإسرائيلية. وفعلاً وجهت إسرائيل ضربة جوية.
منذ حل الكنيست في الثالث والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، يعاني نتنياهو من قضيتين مهمتين: الفشل في مواجهة جائحة كورونا، وبدء المحكمة الجنائية ضده، وهذان الملفان يؤثران على قوته الانتخابية.
فهو بحسب الاستطلاعات، لم يتمكن في الشهرين الأخيرين من تحقيق توقعات لحزبه بأكثر من 29-30 مقعداً،
محللون سياسيون يرون أن عمليات وهجمات إسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا ينظر إليها نتنياهو نظرة مهمة لأنها يمكن أن تساعد في تحريك المياه الراكدة في المعركة الانتخابية، وأن تدفع بشرائح إسرائيلية لحسم قرارها الانتخابي والتصويت مجدداً لنتنياهو لاقتناعها بعدم خبرة وتجربة خصومه في الساحة الداخلية وفي الحلبة الدولية.
ورغم كل شيء فالصورة الآن تبدو قاتمة انتخابياً لنتنياهو. فقد أظهر استطلاع صحيفة “معاريف 103FM ” قوة المعسكر المعارض لنتنياهو وهي 62 مقعدا، موزعة على الشكل التالي: “ييش عتيد” برئاسة يائير لبيد 19 مقعدا، “تيكفا حداشا” برئاسة غدعون ساعر 13 مقعدا، المشتركة 9، “يسرائيل بيتينو” برئاسة أفيغدور ليبرمان 7، العمل 6، ميرتس 4، “كاحول لافان” 4.
أما قوة معسكر نتنياهو لو جرت الانتخابات الآن 47 مقعدا في الكنيست، موزعة كالتالي: الليكود 28، شاس 8، “يهدوت هتوراة” 7، تحالف الصهيونية الدينية والفاشية 4. وحتى لو انضم حزب “يمينا” برئاسة نفتالي بينيت، الذي حصل على 11 مقعدا في هذا الاستطلاع، إلى معسكر نتنياهو، فإن القوة ستكون 58 مقعداً ولن تصل قوة هذا المعسكر إلى أغلبية 61 عضو كنيست.
على كل كل حال، القائمتان العربيتان أمام خيار صعب جداً، لأن المنافسة النهائية على رئاسة الحكومة لن تكون بين يمين ويسار إنما بين يمين ويمين، بمعنى بين يمين سيء ويمين آخر أسوأ. والرهان العربي على أحدهما هو خاسر لا محالة. والسؤال المطروح الآن: هل سيغرد منصور عباس مجدداً خارج السرب وينقذ ننتياهو (كما فعل سابقاً) فيما لو عبرت القائمة العربية الموحدة نسبة الحسم ؟ وكيف سيكون شكل الثمن المقابل لذلك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة