تصريحات منصور عباس …حقد أو شماتة أم كلاهما؟
الاعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 07/07/25 | 15:02
ذكرت في مقالات سابقة لي اني فوق الحزبية وأكتب باستقلالية واضحة، لكني احترم كل جهة تخدم مجتمعي وقضيتي بغض النظر عن موقفي من هذه الجهة. وذكرت أيضا، اني لست مت أنصار كنيست منصور عباس وأرفض حتى المشاركة في انتخاباتها. إلاّ أني كصحفي ومحلل سياسي لا يمكنني تجاهل ما يجري حولي سيما اذا كان الأمر يتعلق بمجتمعي العربي حتى لو كان ذلك “كنيستياً.” عضو الكنيست عن “الجبهة” أيمن عودة يتعرض لهجمة قوية من أقطاب اليمين الإسرائيلي ويريدون إقصاؤه من البرلمان. لم أتدخل في هذا الأمر كل فترة النقاش حول إبعاده وقلت في نفسي ” فخار يكسر بعضه” داخل الكنيست التي لا تهمني ما يجري فيها من تراشق واتهامات متبادلة ولا يهمني من فيها.
لكن، عندما يخرج عضو كنيست عربي مثل منصور عباس ويعبر في تصريحات له عن موقف غير لائق تجاه ابن جلدته وشريكه السابق في “القائمة المشتركة” فهنا تختلف الصورة وأرى واجباً عليّ إبداء موقفي من هذا التصرف العباسي.
تبادل “التهجم” الكلامي بين منصور عباس زعيم “لقائمة العربية الموحدة ” وأيمن عودة زعيم ما تبقى من ” القائمة المشتركة” ليس بجديد على المجتمع العربي. لكن هذه المرة تختلف عن سابقاتها فيما يتعلق بالتهجم. عضو الكنيست أيمن عودة لم يبدأ بهجوم على عباس لعدم وجود أي سبب لذلك، بل هو الذي تعرض إلى لذعات لئيمة من منظّر الحركة الإسلامية (الجنوبية) منصور عباس في الموقف الذي اتخذه إزاء قضية المطالبة بإبعاد عودة عن الكنيست. اسمعوا ما قاله عباس عن أيمن عودة في مقابلته مع القناة 12 بشأن محاولة إقالة عودة:” إن النائب أيمن عودة كان أكثر من حرّض ضدي، وأكثر من سعى إلى تخويني، وعمل ليلًا ونهارًا على إسقاط الحكومة التي كنا جزءًا منها – تلك الحكومة التي كانت الأولى والوحيدة التي بدأت فعليًا بمعالجة قضايا المجتمع العربي….”
ردة فعل هذا المنصور العباسي يشتم منها وبكل وضوح أمرين: أولهما “الشماتة” من خلال تذكير عودة بما فعله سابقا مع منصور عباس ولا سيما ” التحريض والتخوين” حسب تصريح عباس، وثانيهما، الدفاع عن حكومة بينيت اليميني المتطرف التي كان منصور مشاركاً فيها والتي ادعى عباس انها ” عملت على معالجة قضايا المجتمع العربي” مذكّراً عودة أيضا بأنه سعى لإسقاطها لدرجة انه قالها بدون حياء أو خجل :” لمن يظن أنني نسيت، أقول: لا، لم أنسَ كيف كان النائب عودة يركض في أروقة الكنيست، ليصوّت إلى جانب بن غفير وسموتريتش ونتنياهو، في سبيل إسقاط تلك الحكومة، من يظن أنني نسيت، فهو واهم”. أليست هذه تصريحات تعبر عن الحقد؟
وأخيراً… المضحك في هذا الأمر قول عباس في تصريحات له السبت الماضي: “أستغرب من التساؤلات والانتقادات التي أثيرت حول ما قلته في مقابلتي.” يا حرام بريء.