نحن أمة لا تحترم نفسها، لا تحترم الأحياء فيها ولا الأموات

تاريخ النشر: 08/01/21 | 13:25

أعمل في مجال الصحافة منذ نحو 10 سنوات، في السنوات الخمس الأولى كنت مراسلًا في الميدان قبل أن أتحول الى عمل التحرير الصحفي، والكتابة الصحفية، وفي البداية لم يكن تناقل الصور سهلًا كما هو الآن في التطبيقات مثل “واتس آب” وغيرها، فكنا نذهب ونلتقط الصور في كل حوادث الطرق الصعبة تقريبًا وليس كما يحصل اليوم، أذكر مرة توفي شاب من المثلث الجنوبي بحادث دراجة نارية صعب على شارع 65 قرب نين، كان الحادث بساعات الصباح، ووصلت إلى المكان كوني أقرب المراسلين للمنطقة، وصلت باكرًا مع كاميرتي، ربما قبل الإسعاف حتى، رأيت أشلاء الشاب المرحوم منتشرة في المكان، التصرف الطبيعي كان أن أبتعد حتى تصل الإسعاف وتبعد الجثة والأشلاء، بعد ذلك التقطت الصور للمكان وعدتُ لأرسل الخبر. رغم أن عملي هو جلب المعلومات والتقاط الصور من مكان الحادث.

قبل قليل وقعت جريمة قتل في كفر قرع، قُتل شاب وأصيب آخر، قبل وصول الاسعاف كانت الفيديوهات قد وصلت من مكان الحادث، فيديوهات يظهر فيها الشابان بعد أصابتهما غارقان في دمهما، وبعض الصفحات نشرتها طبعًا .. قبل أيام في جريمة باقة- جت وصلت فيديوهات مشابهة، قبلها في حوادث طرق وجرائم عديدة .. تقريبًا في كل حادث يحصل بمجتمعنا، هنالك مم يصور مثل هذه الفيديوهات للضحايا، حالة من الجنون، تسابق في توثيق كل شيء، حتى الأمور التي لا تُوثق .. اشخاص يعتبرون أنفسهم ابطالًا وسابقين في الاخبار، يتسابقون على التصوير، المهم هو التصوير، مشاعر الأهل لا تهم، حرمة الميت نفسه لا تُهم، الاخلاقيات الانسانية البسيطة لا تُهم .. المهم فقط أن يكون فلان هو أول من صوّر ووثق وعمّم .

وأنا لا ألوم من يلتقط هذه الصور وينشرها، فهو يتعامل مع فعلته كأمر طبيعي جدًا، كيف لا ونحن الأمة الوحيدة في العالم التي تصوّر قتلاها، في الضفة وغزة والقدس، وفي سورية، وفي كل مكان، نبدع بتصوير القتلى والضحايا ظنًا منا أن هذه وسيلة للتباكي، ولجذب التعاطف، بينما هي ليست إلّا استخفاف بحرمة الميت، وبمشاعر أهله .. لاحظوا الشعوب التي تهتم بحقوق الإنسان، الغرب وحتى إسرائيل، كيف تمتنع عن نشر صور ضحاياها وإذا نشرت لا تظهر الوجوه والتفاصيل .. القضية ليست قضية شخص غبي أو بلا مشاعر التقط الصورة ونشرها، هي قضية ثقافة ونهج.

وهذه القضية تشبه تماما قضية دمغ صور الضحايا بشعار الموقع الاخباري الذي ينشرها، وكأنها “سكوب” أو صورة شخصية لأحد أصحاب الموقع، هذه تجارة أيضًا واستخفاف بحرمة الميت وبمشاعر أهله.
نحن أمة لا تحترم نفسها، لا تحترم الأحياء فيها ولا الأموات .. للأسف الشديد، وكل يوم نسير نحو الأسوأ.

بكر جبر زعبي

‫15 تعليقات

  1. للاسف الشديد معك حق هذه الامة فقدت البوصله اتجاهاتها ودينها هو الاستهلاك والمناضر الكذابة. انا بيتي امبر انا لحيتي اطول انا سيارتي افخم. فقط استهلاك لمنتجات لم نشارك في انتاجها ونجهل اخلاقياتها. تسمع الجميع بعد وقوع الواقعة ينبذون العنف ويتظاهرون ينددون ويشتمون. ضانين بانفسهم ان العنف شيء يستتر خلف شجرة وهم بمنأ عنه. اخواني اخواتي انتم تنتجون العنف كل يوم وهو ليس غريب او بعيد عنكم. نهاية كل اسبوع تبداء من الصباح الباكر بالعنف فتسمع ازيز التركتورنات والباجي والجيليرات تطوف ارجاء المعمورة يصةلون ويجولون دون رقابة دون المحافظة على الاسس الاساسية لقوانين السير . اليس هذا بعنف. سياقة السيارات في داخل بلداتنا مصدر للعنف الكل مستعجل ليس لديه وقت يركن السيارة اينما كان يقفون بمنتصف الط يق ويتحدثون غير ابهين بغيرهم ويا ويلك ان ابديت ملاحظة لهم.اليس هذا بعنف اين التربية السليمة على احترام الغير. اين مبدا تنتهي حريتك عندما تبداء حرية الاخر. اليس نحن من نقول لابنائنا الي بضربك اضربه وموته منهين بذلك دور الاستاذ المربي ودور الشرطي. لماذا نبحث عن الاسباب بخارج مجتمعنا نحن من ننتج هذا العنف حتى اعراسنا كلها عنف غناء مع ميجروفونات حتى اواخر الليل غير ابهين بطلاب المدارس ولا العملين. اللقاء النفايات في كل مكان اليس هذا بعنف. يمكنني ان اكتب كتاب وبلتفاصيل الدقيقة عن اسباب العنف لكن هل من مصغي

  2. كلام صحيح. بتشوف الي ماشي في الجنازة او حتى وقت الدفن وبولع سيجارة وهات شفط ونفخ.
    لا دين، لا اخلاق،لا تربية. وكنتم أسوأ امة أخرجت للناس.

  3. بكر جبر زعبي المحترم,
    لو سمحت نشر توثيق لاعمالك وانجازاتك الصحفية لكي نعرف من المتحدث. ربما فاتنا او فاتني انا تحديدا معرفة الاسم والاعمال الصحافية والرسالة السامية من وراء حديثك.

    لو كنتم بالفعل تعملون منذ عشرات السنوات كما تعمل الصحافة العبرية والاجنبية لما احتجنا لهذا “الانتقاد”, لما دخل الصحافة كل هؤلاء الهابطين اليوم.

    احترم مهنتك وابدأ بنفسك واتحفنا بالتحقيقات والبحث الصحفي المهني بدلا من نشرا المزيؤ من
    “الكلام الفاضي”

  4. كلامك غير صحيح
    والعنوان غير صحيح

    نحن امه الاسلام. ديننا يحترم الحي والميت ويكرمهم احياء واموات
    ولكن تصرف البعض غير لاءق بسبب الجهل بالاخلاق وطبعا الجهل الكبير بالدين الاسلامي ،مع اننا نسمي مسلمين
    كذلك انا ،مع بعض الثقافه الاسلامية ،تغيب عني اشياء كثيره لاني لم اتعلم الديم الاسلامي كما يجب بكل مراحل التعليم الثلاثه وثقافتي عباره عن اجتهاد شخصي. كثير جدا من الشباب الضاءع لا يلامس الثقافه والدين الاسلامي والمعاني الاسلامية

    اشكرك على توضيح الصوره ،ومن مثلك كصحافي يعرف معني الكلمات والعنوان الصحيح

  5. اه والله ، يصوروا قبل ما يتصلو بالاسعاف. حسبي الله ونعم الوكيل

  6. كلامك مزبوط ١٠٠% اخ بكر
    نحن امه غير اخلاقيه همجيه عدوانيه والقصد بالذات العربان باسرائيل
    الى محمود وابن البلد تفكرو القضيه بالحكي
    اي اسلام واي اخلاق تحكو عنها
    صحيح الاسلام دين الحق
    ولكن نحن بعيدين عن ذلك

  7. مطلوب من اداره المجلس التظاهر عند بين نتنياهو بقيساريه
    وعمل خيمه عند داره
    وعمل مسيره اعلام سوداء مشي من البلد لمحطه بوليس عيرون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة