الحق يمشي ولو على رمشي

هادي زاهر

تاريخ النشر: 04/07/25 | 15:35

داعش الصهيوني والداعش العربي

قد يكون العنوان غريب عن البعض لا سيما ممن لا يعرفون الواقع، ومنهم من يعتقد بان مثل هذا القول غاية في التطرف ولكن تعالوا لنقارن بين هذا وذاك، قبل فترة شن الطبيب باروخ جولدستين هجومًا مسلحا على المصلين في الحرم الإبراهيمي وقتل 29 مصليا أثناء سجودهم لله تعالى وأصاب 150 مصلين، وأقيم له نصبًا تذكري على مدخل مدينة الخليل كعملية استفزاز سافرة للأهالي هناك ، فعلا الحقيقة أغرب من الخيال، وما الفرق بين والداعشي المدعو محمّد زين العابدين الملقب بأبو عثمان الذي شن هجومًا على كنيسة مار إلياس في دمشق والتي راح ضحيته 22 وإصابة،59 مصليًا

الفرق أن الجريمة التي ارتكبت في الحرم الابراهيمي أكبر من الجريمة التي ارتكبت في دمشق والفرق الاخر أن داعش الإسرائيلي تتم حمايته عادة من قبل الجيش في حين ان داعش العربي يلاحق من قبل الحكومات، فهل ذنب فرفور ذنبه مغفور، ام أن داعش اليهودي يحظى برعاية الحكومة ليتم تهجير أهلنا، ولو استرسلنا في ذكر العمليات الإجرامية التي يرتكبها داعش هنا وداعش هناك ترى أن داعش هنا قام مثلا باختطاف الطفل محمد الخضر وصب النفط داخل فمه ثم أشعلوا النار في داخلة، فنون إبداعية توازي الجريمة التي ارتكبها الداعشي في سوريا حيث بقر بطن الجندي السوري وأكل قلبة أمام الشاشة، قبل فترة قام داعش الصهيوني المدعو عميرام بن أولئيل، بحرق عائلة أسعد دوابشة في الخليل وهم نيام، هذه الجرائم تُستمد من خلال الأجواء اليمينة المتطرفة، من خلال الجرائم البشعة التي ارتكبتها الحكومات الإسرائيلية، من خلال التصريحات النازية التي يطلقها بعض الوزراء من انه يجب ان نمحو غزة عن بكرة ابيها وان لا يوجد أبرياء في غزة، ماذا يمكن أن يحدث عندما يسمع ويرى المواطن اليهودي، عندما يرى الجرائم التي تحاول أن تشرعها الحكومة وعندما يسمع مثل هذه التصريحات؟ أستطيع أن أجزم بأن شريحة كبيرة من الشعب اليهودي تعاني اليوم في نكسة أخلاقية قلما حدثت عبر الزمن، اكتفي بما كتبته ولا أريد أن أقارن بين ما ترتكبه الحكومة الإسرائيلية اليوم مع ما حدث في الحرب العالمية الثانية ضد أبناء الشعب اليهودي.

لا تقف ضد شعبك

تم قبل أيام إقالة السيد علي سلام من منصبة كرئيس بلدية الناصرة وتعيين لجنة لإدارة البلدية، والسيد سلام له ماض جيد حيث تولى منصب نائب الرئيس أثناء رئاسة طيب الذكر توفيق زياد الذي كان متعدد المواهب حيث استطاع أن يفرض يوم الأرض الخالد بالرغم من محاربة السلطات الإسرائيلية والرجعية العربية له، كان أحد الشعراء البارزين وتخطت شهرته العالم العربي وكان اديبًا فذًا وخطيبًا بارعًا، وكان من المفروض من نائبة الذي اصبح رئيسًا ان يتعلم منه و يسلك دربه، ولكن الأخ علي سلام انحرف وانضم إلى حزب الليكود، الحزب الحاكم، يبدو أنه أعتقد بانه إذا فعل ذلك فسيحظى بالميزانيات التي ستدفع بلده إلى الامام، ولكن لم تأتِ الأمور على ما يصبو إليه، تمامًا كالرؤساء الدروز الذين ضحكت عليهم السلطات الإسرائيلية وقالت لهم انفصلوا عن لجنة السلطات المحلية العربية و سنمنحكم امتيازات خاصة، وماذا كانت النتيجة، الواقع ماثل أمام الجميع، قرانا العربية الدرزية لا تتفوق عن أي قرية عربية ولا نريد أن نقول العكس تمامًا، الحقيقة هي ان السلطات تكره التملق وكم مرة استشهدت في مقولة البروفيسور يحنان بيرس التي جاءت في كتابة ( يحسي عدوت )حيث كتب: “نحن نحترم العربي الوطني ونشمئز إن لم نكن نقرف من العربي المتملق”.

” غويم”

لم يشفع للمواطنين الدروز كونهم درزيًا وانه خدم في الجيش “الغوي” أيا كان لا يحق له أن يدخل إلى الملاجئ وفقا لمفعول الحليب الذي رضعه المواطن اليهودي العنصري من صدر أمه، الذي يجعله يعتقد بانه يتفوق على جميع خلق الله، كما لم يشفع للمواطن من قرية ساجور الذي فاته حمل هويته من الضرب المبرح بعد أن استل من وراء المقود إلى خارج سيارته واشبع ضربًا، المجتمع الإسرائيلية تفترسه العنصرية وها هي الاستطلاعات تشير إلى زيادة قوة بن غبير في الانتخابات القادمة، أعتقد أنهم سيقولون للمواطن الدرزي مجددا عندما سيعرف نفسه: ملح.. أي في اللغة التركية طززززززز.

أنتم المذنبون، أمنحوهم ثقتكم ولا تخرجوا إلى صناديق الاقتراع فذلك يعرقل تمدد بن غبير الحبيب ومن هم على شاكلته.

سلاقيون

عدد من الشخصيات الدرزية تظهر على القنوات السعودية كقناة الحدث والعربية، تستضيف مثل هذه القنوات الشخصيات المتملقة التي تعتقد بان أسهمهم ستزداد جراء الولاء المدلوق، تتحدث هذه الدمى بلسان من يتخذ القرار في حين أنهم أدوات رخيصة تنظر إليهم السلطات كسلوقيين ليس إلا. المهم توهم هذه الشخصيات بان الطائفة الدرزية في إسرائيل قلبًا وقالبًا تسير في فلك إسرائيل وأهدافها في حين أن الطائفة الدرزية كبناء شعبنا كله فيها الصالح والطالح، فيها العميل وفيها الوطني الشريف الذي ضحى حتى بمصالحه الذاتية من أجل احقاق الحق المحتجب، هذه الشخصيات الشريفة تستثنيها وسائل الإعلام السخيفة مع سبق الإصرار، لا تبغي على الأقل اجراء موازنة تنتهج هذا الأسلوب لتوهم أبناء شعبنا بان أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل كلهم يسيرون في فلك الاحتلال ذلك لتغطية على عمالتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة