“الكذب ملح السياسة” عند ايران وإسرائيل وأمريكا… هل من منتصر وخاسر في الحرب؟
الاعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 04/07/25 | 15:36
يوجد قول شعبي في مجتمعنا:” الكذب ملح الرجال وعيب عللي بصدق” وهو مثل شعبي شائع، يعني أن الكذب أحياناً يكون ضروريًا ومقبولًا، خاصةً في المواقف التي تتطلب المكر والخداع، وأن من يصدّق كل ما يقال هو شخص ساذج. لكن في حقيقة الأمر، المفروض إن يكون الكذب ملح السياسيين (مع اعترافي بوجود حالات استثناء.) وهناك مرادفات للكذب مثل : اتهام الاخر بعدم قول الحقيقة يعني اتهامه بالكذب. أوالشك في مصداقية الآخر أي اتهامه بالكذب بطريقة غير مباشرة.
الطبعة الألمانية” ALLES SCHALL ” أجرت في العام 2015 استفتاءً غير مألوف في أربعين دولة بعنوان “الكذاب الرئيسي لهذا العام” وقد فازت وقتها المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل باللقب الأول تلاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ومن الطبيعي أن يحظى نتنياهو بمركز مرموق في هذا الاستفتاء الذي احتل فيه المركز الرابع. كان ذلك قبل عشر سنوات، والآن تغيرت الصورة. الكذابة الأولى في السياسة ميركل تقاعدت، ونتنياهو (حامل اللقب) لا يزال في هذه السياسة وانضم اليه علي خامنئي وترامب.
دعونا نلقي نظرة على أقوال خامنئي ونتنياهو و وترامب فيما يتعلق بنتائج الحرب على إيران لنكشف كذبهم: الزعيم الايراني علي خامنئي، الذي أنقذه ترامب من القتل (حسب قوله) “هنأ الشعب الايراني بالانتصار” في كلمته المتلفزة والتي قال فيها أيضاً: “ان الكيان الصهيوني، سُحق تقريباً تحت ضربات الجمهورية الإسلامية.” هذا يعني بالنسبة لإيران هي المنتصرة رغم ما منيت به من خسارات فادحة. وقد تكون لإيران حساباتها الخاصة في معادلة النصر والهزيمة.
خلال زيارته لمنشأة الشاباك في جنوب إسرائيل، قال نتنياهو ان “النصر” على إيران أزال تهديدين وجوديين، وفتح العديد من الفرص، أولها تحرير الأسرى. ولكن هل حقق نتنياهو النصر فعلاً وقضى على البرنامج النووي؟ محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رونين بيرغمان، شكك في تحليل له في العشرين من الشهر الماضي في نتائج الحرب على إيران. ونقل بيرغمان عن “مسؤول رفيع جدا” في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قوله ” لا توجد معلومات مؤكدة حول ما إذا تغير وضع البرنامج النووي جذريا الآن قياسا بالفترة التي سبقت الحرب وأن القول إننا نجحنا في إزالة التهديد ليس صحيحا.”
تعالوا نسمع ما يقوله ترامب: “أن مواقع ايران النووية تعرضت للتدمير ولا أعتقد أن إيران ستعود إلى برنامجها النووي قريبًا ” فهل ما يقوله ترامب صحيحاً؟ تقرير استخباري أولي أميركي سرّي (وحسب إذاعة مونتي كارلو) كشف أن الضربات الأميركية على إيران أعادت برنامج طهران النووي بضعة أشهر فقط إلى الوراء، ولم تدمّره. تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، يقول إن الضربات الامريكية لم تدمّر بالكامل أجهزة الطرد أو مخزون اليورانيوم المخصّب، في ايران وإنها أغلقت فقط مداخل بعض المنشآت من دون تدمير المباني المقامة تحت الأرض. نستنتج من ذلك أن ما قاله ترامب هو كذب.
وبناءً على كل هذه المعطيات، فإن ترامب ونتنياهو وخامنئي سيكونون الثلاثة الأوائل في الفوز بحمل لقب أكثر الكذابين في السياسة لو جرى استفتاء عالمي جديد.