حينما تهدّئني العتمة بصمتها../توحّش كورونا صورة أخرى للموت ..

تاريخ النشر: 26/09/20 | 23:52

عطا الله شاهين
أراني في مزاج مغاير كل ليلة، حينما تعتم الدنيا، لأن العتمة تهدىني وتريح أعصابي، وهناك ينشغل عقلي بالتفكير في عالم بلا كوارث، ولكن كيف نهرب من الكوارث؟ فالعتمة تهدىني بصمتها، لأن الاصغاء لصمت العتمة يمنحني جوا من الارتياح.. فلا أحد يزعجني هناك، ولهذا أطلق وعيي بكل طاقته للتفكير بحياة أخرى حياة ليس فيها بؤس كحياتنا هنا ..
لا يمكنني أن أعيش جوا من الهدوء، كذاك الجو المعتم، الذي يجعلني انسانا هادئا، وأفكاري حينها تخرج تباعا من عقلي المتعب من حياة قاسية، ولهذا أسر من العتمة، لأنها تهدئني بصمتها، الذي يمنحني شعورا مغايرا يجعلني أفكر في العيش في مكان هادى بعيدا عن الضوضاء كي لا أشعر بتعب من حياة مليئة باليأس والبؤس؛ ولهذا لا يمكنن أن أبتعد عن العتمة لزمن، لا سينا عندما أكون في حالة تفكير عقلاني حول البحث عن حياة أخرى فالعتمة بصمتها تهدئ عقلي، ولهذا أراني أخلد للنوم بارتياح بلا أحلام بعد تأمل فلسفي في حياة مختلفة عن حياتنا..

————————-

توحّش كورونا صورة أخرى للموت ..
عطا الله شاهين
أين أنت، ألا يا توحّشَ كورونا
ارحم من سطوتكَ على البشر
ماذا أحكي وعالم مرتبك منكَ؟
ومن موتك لأناس يعيشون في الهجر
الناس مرعوبون يسيرون من وحشيتك
والكثير من الناس تبعثهم مبكرا للقبر
قد باتت العتمة في سوادها خائفة
وبات زمنك يا كورونا زمن القهر
الناس منعزلون في منازلهم رعبا منك
فانت بتّ عدوا مجنونا لا توقفك أعمال السّحر
أتى الخريف حزينا منك يا كورونا
فأنت فيروس محيِّر وقاتل العصر
أين أنت؟ فتعال القي نظرة على الموتى..
فلعلّك تبكي على موتهم بكاء النّسر
تعب العالم منك يا فيروسا لعينا
فإلى متى ستظلّ تفني بموتك البشر؟
فمن فتكك باتت وجوه الناس مصفرّة
كفى فتكاً يا فيروسَ الشّرّ..
فتوحش كورونا صورة أخرى للموت
فهل أنت باق على هذا الكوكب لدهرٍ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة