بوْحٌ صاخب من شفتي امرأة
تاريخ النشر: 30/05/20 | 14:38عطا الله شاهين
كان بوحها صاخبا، حينما دنا منها ذات مساء مكفهر، وقتما التقى بها على جسر خشبي اعتادا منذ مدة أن يلتقيا هناك في مواعداتهما المتلهفة للحب .. كانت نظراتها صوبه صامتة لدرجة الجنون، لكنه علِم بأنّ بوحا من شفتيها بدا صاخبا لم يكن يشبه أي صخب للبوح في مثل أي لقاءات سابقة، فعندما اقترب منها، صخب البوح من شفتيها.. هناك حكى البوح كل الحكاية عن حبها لرجُلٍ يقف على ذاك الجسر صامتا وعاشقا لنظرات عينيها .. قالت له بعدما ظل صامتا: ألا يعجبك بوحي الذي يصخب دون ملامسة منكَ؟ فردّ عليها: ألا ترين بأنني عاشق لامرأة لا تجيد سوى البوح في مساء مكفهر؟ فصمتت لبرهة؛ ونظرت صوبه بتمعن، وقالت: ألا ترى الحب هنا سيموت من مكان يشوّش على البوح، فالسماء مكفهرة، والنهر هنا مليء بمراكب على متونها أناس ينظرون صوبنا كعاشقين يذبحنا الخجل.. فالبوح يصخب، لكن صخبه مختلف، فلا يمكن له أن يظل صاخبا من نظرات تحدق بنا بلا توقف وأصوات مزعجة تعلو في هذا المكان، فهيا نذهب إلى ذاك المكان، الذي قلت لي فيه كلمات عن الحب، فهناك البوح كان صاخبا أكثر، وحين وصلا إلى ذاك المكان جلسا على عشب أخضر، وكان المكان هادئا؛ ونظرت صوبه، وقالت: هنا سيصخب البوح أتظري لماذا فرظ عليها بسذاجة متعمظة لماذا فقالت لأنك هنا تكون عاشقا آخر يفهم الحب دون توتر من نظرات أناس، وراح ينظر إلى شفتيها بهدوء؛ وأثارت نظراتها شغفه لعناقها، وقال لها: ما أجملك حين تصخب شفتيك في البوح عن رغبة تريدين بوحها دون خجل! ..