لماذا تحبّينني رغم بُعدي عنكِ؟

تاريخ النشر: 08/12/19 | 8:41

منذ أنْ ابتعدت عنكِ وأنتِ تهاتفينني عبر هاتفكِ الخلوي، وتحثّينني على العودة إليكِ، لأنّكِ لا تستطيعين النّوْمَ دون سماعكِ همساتي عن قربٍ، اعتقدتُ بأنّ بُعديَ عنكِ سيجعلكِ تنسينني، لكنّني أرى العكس تماما، فمنذ لحظةِ وصولي إلى بلادِ الغربة، إلا أنكِ بتّ تحبّينني أكثر، لا أدري، هل لأنني كنتُ وفيّا معكِ ككون يتوسع بلا خللٍ، أم لأنك تشتاقين لكلماتِ الحُبِّ، التي كانت تسرّكِ بمغازلةٍ خفيفةٍ تحت ضوء القمر، فحبُّكِ بات يحيّرني حتى وأنا بعيد عنكِ، فأنا أشتاق لك، ولكنْ ليس كاشتياقكِ المجنون لي.. هاتفكِ تشحنيه ألفَ مرّة في اليومِ، لتتحدّثي معي عن روعة حُبّنا.. تعاتبينني على هجرانِي المقيتِ.. أصغي لحديثكِ بهدوءٍ تام.. تحاولين اقناعي بالعودةِ، رغم دمار البلدِ.. تقولين لي لا تفقد الأملَ في شعبكِ، فحتما ستكون الحياةُ أفضل بلا احتلالٍ.. تقولين لي بلا انقطاع ارجعْ، لم أعد قادرة على العيش بدونكَ، لا أدري، لماذا تحبينني، رغم بعدي عنكِ؟ لا اعتقدُ بأنَّ الهمسات وحدها التي تجعلكِ تحبينني أكثر.. هناك أشياء أجمل في حُبّنا تريدينها.. تريدين مشاغبات في الحب والهمس تحت ضوء القمر، وبعيدا عن ضوضاء المدينة، بدخان سياراتها.. تشتاقين للحُبِّ الهادئ، وللهمساتِ المُشاغبة.. أدركُ مدى تعذّبكِ ببعدي عنكِ، لكنني لا أستطيعُ الجزمَ بأنني عائدٌ عن قريبٍ، هاتفيني كما شئتِ، لكنّني صدقا لا أفكّر الآن العودةِ، رغم حبّكِ لي، فعذرا ظلّي هاتفيني، فلعلّني أقتنعُ بالرّجوع إليكِ ذات يومٍ..

عطا الله شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة