عدل النجاشي مع المسلمين والكفار– معمر حبار
تاريخ النشر: 25/09/19 | 9:21تحدث الزّملاء صباح اليوم ونحن نرتشف فنجان قهوة بوسط المدينة عن هجرة المسلمين للحبشة وربطها بأحداث الجزائر فتدخلت قائلا:
1. أسيادنا الصحابة حمة الله عليهم ورضوان الله عليهم جميعا كانوا يومها حفاة عراة جائعين دون رزق ولا سقف ولا عمل.
2. لم يقل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأسيادنا الصحابة: اذهبوا إلى الحبشة فإنّ فيها الأكل والشرب والمبيت والعمل واللّباس والرزق والزواج وهم الحفاة العراة الجائعين المطرودين الخائفين بل قال لهم: اذهبوا إلى الحبشة فإنّ فيها ملكا لا يظلم عنده أحدا.
3. السلطان حين يكون عادلا ينعم المجتمع بالشرب والمبيت والعمل واللّباس والرزق والزواج والأمن و الاستقرار .
4. سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان وما زال وسيظلّ مدرسة في العدل حين لم يطلب من النجاشي أن يعامل ابن عمّه سيّدنا جعفر بن أبي طالب رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه.
5. ألقى سيّدنا جعفر بن أبي طالب كلمته على أنّه فرد من أفراد الجماعة وليس لأنّه ابن عمّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
6. تحدّث سيّدنا جعفر بن أبي طالب باسم الأمة المظلومة المطرودة ولم يتحدّث باسمه الشخصي ولا باسم عائلته ولا باسم أسيادنا آل البيت رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم جميعا.
7. من عوامل نجاح سيّدنا السّفير جعفر بن أبي طالب أنّه كان صادقا في الوصف والعرض وكان قويا ثابتا رغم الإغراءات والرشاوى التي قدّمتها قريش لوزراء النجاشي.
8. استطاع سيّدنا السّفير جعفر بن أبي طالب بمهارة فائقة استحضار النص المناسب في الموقف الصّعب المناسب.
9. اعتقدت قريش خطأ أنّ المال الذي تشتري به ذمم وزراء النجاشي وهدايا الرشوة التي قدّمتها للنجاشي كفيلة أن تربح معركة الحقّ وتستولي من جديد على السّفير سيّدنا جعفر وعلى أسيادنا الصحابة الذين كانوا معه ضمن الوفد وتعيدهم في الأخير للذلّ والعبودية والأسر لكنّها فشلت فشلا ذريعا وهي التي تملك المال والنفوذ.
10. يكمن عدل وعظمة النجاشي في كونه رفض الهدايا الثمينة والرشاوى الضخمة التي قدّمتها له قريش عبر سفرائها ورغم ذلك قبل بأسيادنا الصحابة وقرّبهم إليه وهم الحفاة العراة الجائعين الفارّين.
11. تكمن عظمة المسلمين في كونهم استطاعوا أن يدافعوا عن قضيتهم بقوّة ويختاروا لها سفيرا يجيد العرض والردّ.
12. اختارت قريش داهية العرب سيّدنا عمرو بن العاص رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه سفيرا لها ليعيد أسيادنا الصحابة الذين هاجروا بدينهم وأجسادهم العارية وبطونهم الخاوية إلى النجاشي لكنّه فشل فشلا ذريعا وخرج من أضيق الأبواب وهو الداهية المعزّز بقوّة علاقته بالنجاشي والمدعم بكم هائل من الهدايا والرشاوى بينما نجح سيّدنا السّفير جعفر بن أبي طالب نجاحا نجاحا باهرا في حسن عرض قضية الأمة والدفاع عنها بقوّة وكسب قلب النجاشي نحو الأمّة الإسلامية وأصبح وهو الملك القوي عضوا من أعضاء الأمة يؤمن باللّه الواحد الأحد وبسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم رسولا للعالمين وسندا ودعما للدعوة الإسلامية خارج الديار .
13. مكّن عدل النجاشي أسيادنا الصحابة رضوان الله عليهم من التمتّع بالشرب والمبيت والعمل واللّباس والرزق والأمن والاستقرار مايعني أنّ العدل أساس الرزق لأنّ الرزق في هذه الحالة يوزّع بالعدل.
14. ظهرت صدق نبوءة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في كونه حثّ أسيادنا الصحابة رضوان الله عليهم على عدل النجاشي وفعلا كان عادلا مع اللاّجئين من أسيادنا الصحابة الذين هاجروا إليه والذين رآهم لأوّل مرّة وتبنى دعوتهم وقضيتهم إلى الأبد ومنحهم الرعاية والأمن والاستقرار وفي نفس الوقت كان عادلا مع صديقه الذي كان يعرفه من قبل و يعترف له بصداقته ودهائه وهو داهية العرب سيّدنا عمرو بن العاص لكنه أعاد له هدايا الثمينة جدّا لأنّه رأى فيه الظالم في قضيته المجحف في حقّ إخوانه العرب المتعدي على حقوقهم المنكر لنبوة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فكان بحقّ عادلا في قبوله للضعفاء المسلمين لأنّهم أصحاب حقّ وعادلا في رفضه للأقوياء الأثرياء من قريش لأنّهم لم يكونوا أصحاب حقّ وغير عادلين.
15. في الأخير أنقل عن زميلنا الأديب الفصيح صدام حسين مجاهد قوله: “كانت ابنة سيد الخلق صلى الله عليه وسلّم سيّدتنا رقية الحبيبة مع زوجها سيّدنا ذي النورين رحمة الله عليهما ورضي الله عنهما ولم يطلب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من النجاشي أن يعاملها معاملة خاصة.