مشوار ممل مع إمرأة نرجسية
تاريخ النشر: 03/10/17 | 14:18أقنعته تلك الكاتبة المغمورة أن يتنزّه معها في مشوار، لأنها كانت تشعر بضجرٍ غير عادي في مساء بدا له مكفهرا، ورغم أنّ ذاك الكاتب تردد في البداية، إلا أنه وافق على طلبها، وفي الطريق بينما كانا يخطوان بدأت تلك الكاتبة بتمجيد ومدح نفسها، وراحت تسرد له عن آخر كتاباتها، لكنه ظل ذاك الكاتب يعج سسجائره في الهواء وبقي طوال الطريق صامتا ويهزّ رأسه المثقل بهموم عادية، وبعد أن سارا لمسافة بعيدة، شعرا بأن أرجليهما تعبتا من السيْرِ، فجلسا على رصيف مليء بشجيرات النتش أو ما يعرفه الآخرون بالبلان، وظلت تحكي له عن كتابتها الأخيرة في رواية ستصدر لها عنوانها الحبّ في زمن الحرب، وقالت في هذه الرواية تجرّأتُ وخرجتُ عن المألوف، ووصفتُ كل شيء عن فتاةٍ هي بطلةُ الرواية، وسردتُ فيها عن بطلةٍ أحبّتْ رجلا في جبهة القتال، وكيف أن تلك الفتاة كانت تتجرأ وتسير تحت وابل الرصاص من أجل قُبلة، فردّ عليها يبدو أن روايتكِ حينما ستخرج إلى النور تستحقّ القراءة، لكنه شعرَ من خلال حديثها عن نفسها بأنّه خرجَ في مشوارٍ ممل مع امرأة نرجسية، فهو لم يكنْ يصغي جيدا لها، وقال في ذاته: إنه مشوار مملّ، كيف وافقتُ على الخروج مع هذه الكاتبة المغمورة، في المرة القادمة سأعتذر لها حتى لو تصل الأمور حد القطيعة..
عطا الله شاهين