ذات حُلْمٍ على حافّة الشّفق
تاريخ النشر: 01/10/17 | 4:53اذكر ذات ليلة بأنني كنتُ أحلم، مع أنني أتمنى في كل ليلة أن لا أحلم، لأن أحلامي تجننني من روعتها، ففي تلك الليلة شعرتُ بدفء مجنون، حينما وجدتُ نفسي جالسا على حافة الشفق ومتجمدا من بردٍ غريبٍ له رائحة الثلج، بينما كنتُ أسير على حافّة الشّفق، وهناك رأيتُ كل شيء بلونٍ أحمر، حتى المرأة التي أنقذتني من توهاني في الشّفق رأيتها تقف هناك، وبدت بوجهٍ أحمر، لكن عينيها كانتا بلون أسود.. أذكر حينها بأنها لم تكلّمني البتة.. رأتني أرتجف على حافة الشّفق فوق ثلجٍ لونه أحمر، فدفّأتني عنوة، رغم خوفي من ذاك الجسد، فهي لم تكلّمني حتى حينما صحوتُ من حُلْمي المجنون، لأنّ طفلي الصغير نبّهني حينها بأنه يريد الذهاب للحمّام، لأنه قالَ لي بأنه رأى حُلْماً، وفي حُلْمِه قال لي بأنه كان نائما في فراش أحمر، فخاف من ذاك الفراش، وصحا من حُلْمه مثلي، فقلت له: هل رأيت شيئا غريبا في حُلْمكَ؟ فقال كلا، لكنني شاهدتُ امرأة كانت تقفُ على حافة السّماء وتدفّئ رجلا يشبهكَ حتى أنّني شككتُ فيكِ، فقلت له: لا تقول لأحدٍ عن هذا الحُلْم فليظل سرّا بيننا، فابتسمَ طفلي، وقال هيا أشعل النور، فأريد أن أبوّل، وتركته يذهبُ للحمّام، أما أنا فذهبتْ إلى فراشي، لكنني لم أستطع النّوْم في تلك الليلة، التي تدفّأت فيها من جسدٍ أحمر لامرأةٍ رأيتها تقف على حافّة الشفق..
عطا الله شاهين