عبلّين كانت وما زالت منبت الأصالة
تاريخ النشر: 26/06/17 | 17:40كثيرًا ما خطّ قلمي النواقص والسّيئات في مجتمعنا العربيّ ، ليس من باب النقض وإنّما من باب النقد البنّاء والغيْرة الحسنة ، فالواقع المرير يقول فعلًا هناك الكثير من النواقص والسيّئات، والتي قد ” تُسوّد الوجه” أحيانًا ، بل في كثير من الأحايين.
ولكنّ هذه النواقص المزعجة لا تغطّي على الجوانب الايجابيّة في مجتمعنا العبلّيني ، فهناك أكثر من نقطة ضوء ساطعة تتجلّى في سماء بلدتنا عبلّين – العروس المتجليّة على خدود تلال الجليل-وكم اتمنّى أن تسطع وتتجلّى في فضاءات بلداتنا العربيّة كلّها، وأقصد بها اللُّحمة الجميلة والمتينة التي تربط أبناء البلد الواحد مسيحيين ومسلمين برباط المحبّة والاخوّة الصادقة الحقيقيّة؛ هذه اللُّحمة التي تصحّ أن تكون ملحمةً جميلة تُكتب بماء الذهب على جبين الشّرق.
والفضل ؛ كلّ الفضل يعود للجمعيات والأطر الاجتماعية والشّعبيّة والتي تشارك الكلّ في احتفالات الكلّ ، فلا تستغرب ان تكون جمعية عبلّين في القلب في قلب كلّ حدث جميل يجمع الاهالي في بوتقة واحدة ، ولا تستغربَنَّ أن تحمل إحدى هذه الجمعيات اسم : جمعيّة الشّباب المسيحي – عبلّين ، فتراها في احدى ليالي رمضان بجانب دوّار الفانوس توزّع التمور والحلويات على المارّة في ساعات الافطار، ولا تستغرب ان تجد قاعة في مسجد تغص بالكثيرين الذين جاءوا ليسمعوا عن الميلاد العجائبيّ للربّ يسوع وكذا الحال ان تمرّ بجانب بيت القدّيسة مريم ليسوع المصلوب في ليلة رمضانيّة فتراها تزخر بالمسلمين والمسيحيين، ناهيك عن الكشّافات العبلّينيّة الثلاث : الارثوذكسي ، الاسلاميّ ، الكاثوليكيّ، تشارك بعضها بعضًا الاحتفالات والافراح والمناسبات الدينيّة والاجتماعيّة ، فترى المحبّة والأخوّة تطلّ من العيون، والبسمات تُزيّن الوجوه ، والفرحة العارمة تغمر النفوس ..والأمر ليس جديدًا علينا في عبلّين ، فالآباء والاجداد زرعوا فينا مثل هذه الخِصال التي نفخر بها ونعتزّ ونحافظ عليها ، فمنذ أن رأت عيناي النُّور قبل ستة عقود من الزّمن وأنا أرى وألمس الاخوّة الجميلة تستوطن نفوس العبلّينيين وتعيش في حناياهم ..
حقيقة ..ما اجمل ان نتصافى ونتحابب ونزرع المحبّة في حقولنا ونفوسنا ، وأن نكون كلّنا ورودًا وازهارًا تفوح عطرًا تملأ الارجاء ، فالحياة بمجملها همّ وتعب ومشقّة ولهاث خلف لقمة العيش ، فعلينا أن نلطّف هذه الحياة بالتعاون والشراكة الخيّرة والمُثمرة والّا اضحى العمر لا يُطاق..
عبلّين – وليس من باب الدّعاية- وانّما حقيقة أسطّرها وانقلها للجميع ، والفضل كلّ الفضل ايضًا يعود للأصالة المتجذّرة في النفوس والى الجمعيات الشعبية والأطر كما اسلفت ؛ هذه الجمعيات التي يقف على رأسها شباب مثقّف متنوّر من الطائفتين ، أخذ على عاتقه مهمّة تقريب القلوب وتحابب النفوس وتقدير الغير ، بعيدًا عن المعتقد والثروة والجنس والغنى والفقر .
عبلّين كُنتِ وما زلتِ في القلب.
بقلم زهير دعيم