صفقات وسيف
تاريخ النشر: 26/05/17 | 0:29عقلي المحدود الصغير ، وغير الماهر بالارقام والحساب يقف عاجزًا أمام فهم هذا الرقم ومعرفة عدد أصفاره عن اليمين.
مبلغ مهول فعلًا دفعه ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز من جيبه وجيب ابيه ثمنًا لصفقات اسلحة أبرمها مع الرئيس الامريكيّ ترامب بالامس القريب.
صفقات اسلحة ، بل قل ترسانة اسلحة : طائرات ، صواريخ ، رادارات ، تقنيّات وما اليه كلّها في طريقها الى السعودية والمنطقة من المصانع الامريكيّة السّلمية والدّاعمة للسلام ! فالسّلام لا يأتي الّا بالسّلاح والترهيب والتخويف والوعيد والردع؛ وهذا الردع لا يشتريه ولا يؤمّنه الّا المليارات من الدولارات وعلى حساب البَّشَر.
280 مليار دولار ثمنًا لأسلحة تفتك بالبشر وتحرق الأخضر واليابس ، تكدّسها حامية حمى العرب في المخازن انتظارًا لساعة الصفر… كلّ هذا والعالم العربي والاسلامي والبشرية في امكنة كثيرة من العالم ترزح تحت وطأة الجوع والفقر والحرمان، تنام على الطوى وتموت جوعًا.
” يا ويلَك من الله” …
أين ستذهب يا سلمان من هؤلاء الجياع الصارخين ليلًا ونهارًا في بلادك وفي سوريا واليمن وغزّة ومصر والصومال و…. الهند وافغانستان وألف دولة اخرى؟
أين ستذهب من وجوه اولئك الذين يتضوّرون جوعًا حيث العظام البارزة والنفوس الحزينة والدموع تسيل شلالات ..كلّ هذا وأنت وشيوخك ترقصون مع ترامب رقصة السيف!!
متى سنترك هذه الثقافة العنيفة والمقيتة : السيف ؟
متى سنعرف ونعي أنّ السيف رمز للبطش والقتل والطعن ؟ متى سنعرف أنّ البشرية الجميلة تعشق العطاء والمحبّة والطفولة البريئة والتنوّع والورود والأزهار والرقص والمسرح والشعر والله؟
لا استغرب امر هذا السلمان ، فهو لم يتعب بدولار واحد ولم يجرّب التعب لا هو ولا آلاف الامراء من حوله الذين يعيشون طُفيليين على خبز الغير وتعب الغير وعرقه.
وقديمًا كانت جدتي تقول : ” من لا يتعب بزواجه يهون عليه الطّلاق ”
وهذا هو الحال مع هذا المُليك وزوجاته والامراء الذين يبعثرون ويُبذّرون المليارات جزافًا ولا يجرؤ أحد أن يقول لهم : أفّ
صفقات باسلحة الدمار ، ورقص بالسيف ، وضحكات شيطانيّة تقول كلَّ شيء..
حمانا الله ووقانا ..إنّه يسمع ويرى ويستجيب .
زهير دعيم