كمال غطّاس وداعًا
تاريخ النشر: 12/04/17 | 9:41رحل عنا قبل يومين، الاثنين 11.4.2017، المناضل الثوري العريق كمال يوسف غطّاس (ابو مازن) ابن قرية الرامة الجليلية عن عمر يناهز 92 سنة. كان ابو مازن واحدا من جيل المؤسسين للحزب الشيوعي، نشط بداية من خلال عصبة التحرر الوطني، فلمع كقائد عمالي ومناضل عنيد ضد سياسات الظلم التي انتهجتها حكومة الانتداب اولا ضد العمال فأدخلته السجن ومن ثم ضد الحكم العسكري الاسرائيلي فدخل السجن عشرات المرات.
لم يكن ابو مازن انسانا متعلما، لكنه كان مثالا يحتذى في الثقافة والفهم العميق للفكر الثوري، للتحليل السياسي، وعنوانا للعديد من القيادات الفكرية والادبية في مراجعة المواقف السياسية المحلية والعالمية. شارك في قيادة “معركة الهويات” ضد تهجير عرب الجليل، حيث كان من بين المحكومين بالإعدام، وشارك في قيادة “معركة زيت الزيتون” حين ارادت سلطات الحكم العسكري شل هذا القطاع الاساسي في الانتاج الفلسطيني عامة وفي الرامة خاصة.
عمل ابو مازن كعامل بسيط في معامل تكرير البترول لسنوات عديدة حتى تم فصله من العمل بسبب مواقفه النضالية من اجل حقوق العمال، فعمل في الزراعة وفي تكرير الكلس واعمال جسدية اخرى ومن ثم امتهن العمل السياسي كمحترف في الحزب الشيوعي. مثل الحزب في عضوية مجلس الرامة المحلي وبادر لاحقا لاقامة التحالف البلدي الذي تطور الى قائمة الجبهة الديموقراطية ورئيسها المرحوم طيب الذكر حنا مويس، الذي نجح في الدخول الى الكنيست في انتخابات 1977، وكان ابو مازن نائبا له.
انجب ثلاثة اولاد، اكبرهم المخرج المسرحي مازن غطاس والذي ثكله وهو ما زال في عمر الشباب، وائل الذي يقيم في المانيا وهو صاحب شركة كبيرة للتسويق وفاتن الذي يدير نشاطات جمعية مكافحة السرطان في الوسط العربي.
نعته العائلة بمقولة تؤكد التزامها بنهجه الوطني والمثابر من اجل حقوق شعبه:
شرف السواقي أنّها تفنى فدى النهر العميق
أبدا على هذا الطريق.
لتبقى ذكراه عطرة في قلوب كل من أحبه وهم كثيرون.
د. حسام مصالحة