سلطاتنا المحليّة تلتحف الجمود
تاريخ النشر: 08/04/17 | 17:57غريب أمر سلطاتنا المحليّة ؛ سلطاتنا كلّها أو جلّها ، فدُنياها صيف وجفاف ويباب و..بدون رحلات.
هدوءءءء ، مَلل وحُلّة واحدة ترتديها في كلّ الفصول ، فلولا سيّارات القُمامة ، وشركات الجباية ، والتعيينات والوظائف غير المدروسة ! والتي تدور حول العائلة والحمولة والطائفة والمُقرّبين ، لظننتَ أنّها انتقلت الى الحياة الأخرى.
سقى الله تلك الأيام….
أيام النشاطات الأدبيّة والاجتماعيّة والدّينية وتحت كنف السلطة المحليّة..
سقى الله تلك الايام بالخير العميم : يوم الطّفل ، يوم المُعلّم ، يوم الأمّ ، يوم المرأة ، يوم العامل ، ويوم الأدب المحلّي …
كانت أيامًا جميلة رغم شحّ الموارد واليوم… سنوات عِجاف لا طلّ فيها ولا ريّ.
والأدهى والأمرّ هو أن يأتيك رئيس السلطة المحليّة – وأكاد أعمّم- فيتباهى وينفش ريشه كما ذكر الطاؤوس …يتباهى على ” فشوش” كما تقول العامّة ، مُذكّرًا إيّاي بالقول الشهير : ” أسمع جعجعةً ولا أرى طحنًا”
صمت مُطبق ؛ جمود لا رجاء منه ، مخيف ، جعل الغيورين على المجتمع وعلى الحياة من أن يهبّوا ويبادروا الى اقامة جمعيّات وأطر اجتماعيّة تحاول ان تسدّ الثغرات وترأب الصّدع ، وتُلوّن الحياة الاجتماعية بالمال اليسير الذي تستجديه من هنا وهناك ومن تبرّعات الخيّرين .فلهم منّا ألف شكر وباقات من زنابق التقدير والاعجاب.
في حين تبقى السّلطة المحليّة “جنّابيّة” وكأنّ الأمر لا يعنيها فهي ما وُجدت وما خُلقت الّا للزفتة المؤقتة والتعيينات و” المخاريز” !!! أمّا أمور الرّوح والثقافة والفنّ والمجتمع والأدب فهي ليست من اختصاصها ، وكيف تكون من اختصاصها والكثيرون من أعضاء مجالسنا المحليّة وبلدياتنا لا يُفرّقون بين الألف المقصورة والألف الممدودة وبين النثر والنظم ، ولم يسمعوا بجبران خليل جبران ولا بالمنفلوطيّ .
ألم يحن الوقت لأن نرفع عقيرتنا بالصُّراخ : نريد أن نُوظّف في البَّشَر لا بالحجر!رغم أنّنا كثيرًا ما لا نرى لا توظيفًا لا بالبشر ولا بالحجر، فشوارع معظم بلداتنا العربيّة تتوق الى معانقة الزفتة ، وتشتاق الى مدحلة تزورها بالعشر سنوات مرّة، ولكن هيهات..
هل من يسمع؟؟؟؟ !!!!
زهير دعيم