تمشي حافي القدمين

تاريخ النشر: 30/03/17 | 9:26

مهداه الى الشاعر الدكتور : زياد محاميد
تَحمل الجراح وتمشي
تلملم شظايا الآلام من بين عثرات الطريق وتمشي
وتمشي ..وتمشي..
سألوك مرة : إلى أين وجهتك ..
فقلت إني أرى ضوءً يومض من بعيد .
نمشي وراءك ومن جانبيك
وأحياناً أمامك .
نرفع أعيننا نحو مجال ناظريك
فلا نرى سوى :
غيوماً جفَّ زَبَد ريقها .
ونجوماَ خبا ومض بريقها
أترى شيئاً تعجز أعيننا أن تدركه
أتسمع شيئاً تعجز أسماعنا أن تسمعه
هل تستطيع أن ترى ما بعد الأفق .
هل تستطيع ان تتلمس ما بعد الشفق.
ستلملم جراحك وتمشي..
ستترك قطرات دمائك على التراب وتمشي
وتقول : هذه عثرة من عثرات الطريق
هذه ضريبة يدفعها المسافرون
الى الغد الذي : “سيغيظ العدو ويسّر الصديق”.
أنك تمشي حافياً..
انظر الى قدميك ..
هل آلام المشردين أنْسَتْكَ آلامك
هل جراح المهجَّرين خدَّرت أوجاعك
هل مِلْح دموع أطفالهم كوَتْ جراحك
أترى شيئاً تعجز أحلامنا ان تتلمسه
أترى إلهاماً تعجز أقلامنا أن تتحسسه.
تمشي وأنت تنشد أناشيد مثخنة بالجراح
وتتنفس أمَل..
تبني أغان تزرع أحلاماً قطًّعها الجوع
وتقاوم الكلل.
إني أسمع هاجسك المجنون يصرخ بك :
ترجَّل من فراشك, وامشِ على قدميك الحافيتين
فقد تستيقظ من تجمد أوجاعها
وتعيق سيرك الى ما بعد هُبَل.

يوسف جمّال- عرعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة