حُبّي لها أرغمني على السيْر تحت المطر

تاريخ النشر: 09/12/16 | 8:20

ألحّت عليّ صديقتي أن أخرجَ تحت المطر، لكي أشتري لها علبة دخانها المفضّل، فسرتُ تحت وابلِ المطر، وكنتُ أرتجف من شدّة البرْدِ، وتمزّقتْ الشّمسية التي كنتُ أحملها من هبوبِ الرياح القوية، فرميتها في أقرب حاوية، وتابعت سيري حتى وصلتَ إلى الدُّكّانِ، لكن الدكان كان مغلقا، وكتبَ على ورقة لصقتْ عليه بأن أحد أقارب صاحب الدُّكّان توفى، فتذمّرتُ حينها، وسرتُ إلى دكّانٍ آخر، وحينما دخلتُ إلى داخله والمياه كانت تسرسح من على ملابسي في مشهدٍ كارثي، وسألت صاحب الدُّكّان عن الدُّخانِ المراد شرائه، فردّ البائعُ للأسف يا أستاذ، لقد نفذ، فمددت يدي إلى جيبي وتناولتُ الموبايل بعصبية، واتصلتُ بالصديقة المستدفئة تحت اللحاف، وقلتُ لها لا يوجد من سجائركِ، فقالت: اشترِي أيّ علبةِ سجائر تكون قريبة من سجائري، فأعطاني البائع علبة سجائر من النوع الفاخر، ودفعتُ له ثمنها، وعدتُ بخطوات مجنونة، رغم أن المطرَ لم يتوقف، وحينما دنوتُ من الجسرِ الذي يوصل إلى بيتي رأيته منهارا من شدّة السيول، ووقفتُ هناك تحت المطر ِمندهشا، وقلتُ ماذا سأفعل؟ وبعد لحظات توقّفتْ سيارة بجانبي وكانت تقودها امرأة، وفتحت زجاج نافذة سيارتها وقالت لي اصعد سأوصلك إلى البيت، فجلستُ بجانبها وشكرتها، وقالتْ: ما الذي يخرجكَ في جوّ كهذا، فقلتُ لها بأن صديقتي أرغمتني على الذهاب لشراء علبة سجائر لها، فقالت يبدو بأنك تحبّها، فهززت رأسي المبلل، وقلت لها أجل إنني أحبّها، ولأجل حبّي لها خرجتُ أسير، تحت المطر، وحينما وصلتُ إلى البيتِ شكرتُ تلك المرأة، وفتحتُ باب منزلي بسرعة ونزعتُ ملابسي المبللة، وأتتْ صديقتي، وقالتْ لقد تأخّرتَ، فقلتُ لها ما حدثَ معي، لكنني لم أجْرُؤْ على القولِ بأن امرأةً أوصلتني إلى البيت، فلأجلِ الحُبّ خرجتُ في ذاك المساء أسير تحت المطر، رغم أنني ما زلتُ أحاول إقناعها لكي تكفّ عن التدخينِ، لكنْ دون جدوى..
عطا الله شاهين

3talla7shaheen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة