حينما سخرت مني راقصة الباليه
تاريخ النشر: 19/09/16 | 10:19ذات زمنٍ جميلٍ ولّى، أتذكر ليلة رائعة شاهدت فيها تلك الفتاة التي أذهلتني برقص الباليه، لم أكن أسمع عنه من قبل ففي تلك الليلة أصرت أن أحضر لكي أرى رقصها لكنني كنت مترددا فظلت تلح علي حينما تعرفت عليها في ذاك النهار وعند إلحاحها المجنون وفقت أن أذهب إلى تلك القاعة حيث اعتادت هي أن ترقص فيها وحينما ذهبت إلى تلك القاعة كانت السماء تندف ثلجا غزيرا لكنني سرت سيرا على الأقدام رغم البرد القارس وعندما دخلت إلى تلك القاعة كانت تنتظرني وفرحت كثيرا وبدأت ترقص، وشدتني برقصها من أول حركة قامت بها
ففي كل حركة كانت تبهرني أكثر، وبقيت أنظر صوب جسدها النحيف وكانت هي في قمة الأداء لرقص صعب لكنه رقص جميل، أعجبت بحركة وقوفها على رؤوس أصابع أرجلها النحيفة، وكلما رقصت أكثر كلما كانت تشدني أكثر حتى أنها تعبتْ في النهاية واستراحت على أريكة الجلد وقالت كيف رأيت رقصي فقلت لها لا تعليق على رقص جميل فأنا أول مرة لم أر رقص الباليه فدنت مني وكانت تلهث من التعب، وقالت أما أنتَ فكنتَ لا تنزل نظراتك من على جسدي المشدود، فرددتُ عليها لا أخفي عليكِ بأنني أول مرة أسمع عن هذا الرقصِ، فراقصة الباليه عرفت بأنني إنسان متخلف أتى من بيئة غريبة، لكنها أعذرتني، لأنني أفهمتها بأننا نعيش تحت احتلال، ولا يوجد من يهتم في الثقافة بشكل عام، فابتسمتْ وقالت أنا لا ألومك طبعا، لكنني ألومك على قلة ثقافتك بالثقافة الروسية، حتى أنك لم تسمع عن بحيرة البجع فضحكتُ، وقلتُ لها لا تسخري مني فأنا أعلم بأنني متخلّف..
عطا الله شاهين