بالقلب والعقل

تاريخ النشر: 10/11/13 | 6:05

انقضت فترة الانتخابات الطويلة التي استنزفت القوى الكثيرة، فرّقت ووحدت، أبعدت وقربت، لكنها انتهت، على خير والحمد لله.

إن جاز لي التقويم فإنني أرى أنها أسفرت عن طرف رابح برئاسة الأخ المحامي حسن عثامنة الذي أبارك له فوزه وأتمنى له كل التوفيق في تحقيق اهدافه لخدمة مصلحة البلد، بعد أن مثـّل ستة تيارات رئيسة خاضت المعركة الانتخابية بجولتيها، وحاز أغلبية الأصوات التي أظهرت الصورة الحقيقية للقيمة العددية للقوائم الست المتحالفة.

وأسفرت كذلك عن الطرف الآخر –الخاسر- إن جاز التعبير، والذي أنتمي اليه أنا شخصياً وبكل فخر، وهو الطرف الذي يرأسه الأخ المحامي فراس بدحي، لكني ورغم الخسارة العددية التقابلية، لا أستهين بانجازه، ولا أنصح أحداً أن يستهين بانجازه نظراً لعدد الأصوات الكبير الذي ناله في ضوء حقيقة خوضه المعركة الانتخابية للمرة الاولى ككتلة وحيدة –تقريباً- ضد التحالف السداسي الذي يمثل القوى الانتخابية الرئيسة. بحقه يقال انه انجاز بالفعل.

وهناك الطرف الثالث، وهذا هو بيت القصيد الذي يهمني في كل هذه المعركة الانتخابية، الذي أسميه وبثقة تامة دون منازع، "الطرف المنتصر"، ويضم هذا الطرف المنتصر كل فرد من أفراد البلد ممن صوتوا وعملوا وجهدوا، من كل القوائم دون استثناء وعلى رأسهم رؤساء القوائم وإداريو القوائم المختلفة الذين خاضوا الانتخابات بروح رياضية وحكيمة جديرة بالاحترام. هذا فضل يجب أن نشيد به نحن ابناء البلد والا نتغاضى عنه، فلهم منا كل التقدير وجازاهم الله كل خير.

إن هذا النصر الفائق الذي سجله أبناء البلد، المقترعون، تمثل بروح المحبة والوئام، روح التفهم والرقي، روح التعاون والتعاضد، روح الرفقة لا الفرقة، روح النعماء لا البغضاء، روح السكينة لا الضغينة. وما أن انقضت المعركة وأفرزت نتائجها حتى عاد المتنافسون والمقترعون الى حياتهم العادية، حياة الاحترام المتبادل كل للآخر، الرئيس الجديد الأخ المحامي حسن عثامنة قام بخطوة مباركة غداة فوزه فكان مثالاً يحتذى به في أداء الواجب الانساني تجاه العائلة التي فقدت عزيزتها من الطرف الآخر، وكان قد سبقه في هذا الواجب الاخلاقي منافسه الأخ المحامي فراس بدحي الذي بارك له ليلة الفوز. وسبقت كل ذلك صورة جمعت بينهما، بأجمل ما يكون، صورة تعبر عن الوحدة القادمة لأهل هذا البلد الطيب بأهله، الذي صوّت بقلبه وعقله ولم يصوّت بيديه ولا بقدميه. كل الاحترام. أقول كل الاحترام لأن هذه الطريقة المتحضرة من التصويت تعتبر درساً مشرفا في فصول المدنيات والاجتماعيات.

كلمة للختام، ما دمت في ذكر الرئيس والمرشحين والقائمين على القوائم التي تفاوضت فلا بد لي من التوجه اليهم بطلب ملؤه الحرارة والرجاء، منح الرئيس الجديد فرصة العمل، متحررا من قيود الوعود التي أثقلت كاهله، فالقضايا الملحة التي تستوجب الحلول والعمل لا عد ولا حصر لها، قضايا تتطلب التفرغ بصورة تامة والعمل المستفيض والدؤوب من أجل رفعة هذا البلد ورقيه ودفعه نحو مجالات التقدم والازدهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة