عبرة

تاريخ النشر: 02/11/13 | 23:29

سلمى، صبية قد أوشكت على إنهاء المرحلة الثانوية لتستقبل مرحلة جديدة من عمرها، لتترك الصبيانية وتدخل إلى عالم جدي الذي عليها أن تبدو به دائما بصورة تليق بجيلها.

قد تكون قصة سلمى مثل قصص فئة من البنات في مجتمعنا، أو حتى تشبه موقف واحد على الأقل بين الفتيات في هذا الجيل. وصلنا إلى عصر باستطاعتنا أن نصل به الى أي معلومة نريدها في عالم الشبكة العنكبوتيه,ولهذه الميزة جانب ايجابي يعود بالأفعال الحسنة والمفيدة على حياتنا، على الرغم من جانبه الايجابي في حياتنا، إلا إنني لا أنكر بأن لديه أثر سلبي علينا، بإرادتنا أم لا، سيعود بالأثر السلبي!

سلمى وأحمد- مجرد اسمين مستعارين لأحد المراهقين اللذين أوقعوا أنفسهم بفخ سيبقى في حياتهم أثر مزعج وكئيب كلما مرت ذاكرتهم بتلك الحادثة.. تعرفت سلمى بأحمد، شاب أكبر منها بسنتين وبضع، أحمد شاب غير ملتزم بدينه، ولا بمدرسته، ولا بعائلته ! يمضي وقته بالساعات الطويلة الكاملة وراء شاشة الحاسوب، يتصفح المواقع الاجتماعية تارة وينتقل إلى موقع السيارات تارة أخرى وبعدها يعود ليكمل ما خلفه في صفحات المواقع الاجتماعية.

أنشأ بيتا وزوجة وبدأ بتسمية أبنائه في المستقبل قبل أن يبدأ ببناء بيته أو إكمال تعليمه أو التفكير بمهنة المستقبل أو أقل ما فيها، لم يخرج من باب بيت أهله ليبحث عن لقمة العيش، يبقى طيلة النهار وراء شاشة الحاسوب ويمضي ليلته بمقهى مع إحدى أصدقائه وينفق على نفسه من مصروف أمه!. أخبرتني سلمى قصتها مع أحمد والدموع تنهمر على خدودها!، أردت صفعها حينها!، لتستيقظ على نفسها قبل فوات الأوان!!. ففي بداية الأمر؛ كيف تتعلق بشاب يعيش على نفقة أهله ولم يذق طعم التعب من أجل لقمة العيش!، كيف ستمضى حياتها مع شخص لا يعلم ما هي أدنى مستويات المسؤولية!. شاب لا يملك الجرأة للخروج من باب بيت أهله ليبحث عن لقمة العيش! عن اي جرأة ومسؤولية تتكلم في حين تبكي على وعوده بالزواج وتكوين أسرة!! أكملت قصتها لتخبرني أنه قد أجبرها على ارتداء الحجاب أو تركها!، البلهاء!!، لم تتوقف عن البكاء!، تبكي وتستنجد!. صفعتها!، فإكتفت بالبكاء!. سألتها حينها ؛"أتتألمين جراء الصفعة؟!!" نظرت إلي برعب وصدمة وأجابتني : "نعم، لكن موضع الألم سيخف بعد قليل، لا ترتبكي!." ضحكت باستهتار وأجبتها؛ "وهكذا موضع ألمك عزيزتي!." ظننت لوهلة أنها قد أوشكت على محاولة النسيان، نسيان نفسها وماضيها، وبذالك نسيان كل ما قد يوشك على قتلها مرة أخرى!.. عندما أخبرتها بأنها ستتناسى ألم أحمد كما ستتناسى ألم خدها، حينها أيقنت بأن النسيان واجب عليها في ذالك الموقف الكئيب!. ستمضي الأيام، وتعلم أنها قد فعلت الصواب بترك أحمد، بترك الصبيانية!، لتستقبل مرحلة جديدة في حياتها، بأمل وصبر ومسؤولية!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة