ياغزّةَ العِناد

يا غزّةَ العناد والزّناد والتّعب

في أرضك النصرُ معَ الفتحِ اقترب

ليس وحده بالنّار يُمتَحَنُ الذّهب

بل رجالٌ صدقوا الله ما كتب

الرَّصاصُ المصبوب والسَّحاب قد التهب

على النُّفوس المطمئنة مثل نور ينسكب

يُزَفُّ الشهيدُ إلى أرضِهِ وأمه لا تنتحب

ومن دمِهِ الطَّاهر احمرَّ عنقود الغضب

من قالَ أنَّ غزة اليومَ وحدها قطاع

حقُّ هي لن تشترَى ولن تُباع

فلسطينية أرضها جوها والشراع

من بذلها من صبرها عدوها يُراع

أمامكم رجالها نساءَها أطفالها عجز اليراع

كلكم أسد الشرى كلكم فيها سباع

لا تهابون المنايا لا تخافون الصراع

أياديكم السمرا سماهر لم يثنها طول القراع

يا غزة هاشم أنت للنصر عروس

من حماك شرفاً فداءً تلقينا الدروس

في سماك صارت الشمس شموس

تنشر عزاً وفخاراً في دجى الليل العبوس

مثل حُبِّ الفجر للأفق الغَلوس

سهم حُبّك نافذٌ رغم التروس

أحبّك أهلاً ورملاً وقلوباً ونفوس

ليت يشفيني دواءٌ من هوى روابيك السّدوس

لا تليني غزّة فيك للحق رجال

فتحوا للحريَّة بابًا كسَّروا الأقفال

سيظلُّ يكتب التاريخ وتحفظ الأجيال

وتكلل هاماتكهم بتيجان عزّ وجلال.

شعر : نبيهة راشد جبارين