“أصابع اليد… وأوهام الصحاب”

بقلم: رانية مرجية

تاريخ النشر: 27/06/25 | 12:32

يا من ظننتَ الصّحبَ كنزَ وفاءِ
وغرستَ فيهم نخلةَ الآمالِ
قد كنتَ طفلَ القلبِ، تعطشُ ودَّهُم
لكنهم… باعوكَ في الأهوالِ

لا تندهشْ إن غابَ صوتُ مودّعٍ
أو إن تخلّى عنكَ ظلُّ ظلالِ
فالناسُ كالطرقاتِ: في تفرُّقِ
منهم ممرُّ الموتِ والأنصالِ

الأصدقاءُ، تقولُ: أكثرُ مِنْ يدي
لكنكَ تمضي، دونَهم، في الحالِ
فإذا دعوتَ الليلَ، ما من سامعٍ
وإذا بكيتَ، تجفّ فيكَ سُؤالي

تأتي الحياةُ لتكشفَ الوجْهَ الذي
كان يُخادعُنا وراءَ خيالِ
والقلبُ مرآةُ الصحابِ إذا بدوا
أقمارَ حبٍّ… ثمَّ صبحُ زوالِ

من كانَ قربكَ حينَ ضاقَ وجودُكَ
من كانَ يُنصتُ دونَ أيِّ جدالِ؟
من لم يقلْ لكَ في الأسى: “تجمّلْ!”
بل قالَ: “هاتِ الدمعَ فوقَ مِجالي”

ذاكَ الصديقُ… فخذهُ بيمينِكَ
واحفظْهُ في سرِّكَ بلا إهمالِ
إنّ الصديقَ الحقَّ لا يُحصى كما
تُحصى الرمالُ… ولا كأعدادِ الآلي

يا قلبُ، لا تأمنْ سوى مَن إن دَنَتْ
ساعاتُ ضعفِكَ… ظلَّ دونَ ملالِ
فالناسُ ليست في الوفاءِ سواءً
بعضُ القلوبِ حريقُ بعضِ الخِصالِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة