زيتونة جدي اسعد..!!

تاريخ النشر: 07/11/12 | 12:13

هل

تذكرين

حبيبتي زيتونة

في الرجم شامة وقفت

بباب تينة زينب وتصاعدت فقعة

بركان رماديه بين نهدي الجبل، ووراء كرمة

أحمد..هل تذكرين حبيبتي زيتونة كانت لجدي

اسعد..؟؟هل تذكرين حبيبتي

هل

تذكرين..؟؟

هل

تذكرين

حبيبتي زيتونة

عمرها عمر شمس

ونجوم وقمر..عمر رمل ومياه

وحجر..عمر طين وزبد، عمر لون

وحياة وبشر..عمر قمح وتراب وأبد..عمرها

عمر عمر، حين جاء القدس من نجد..وقال بفيئها

صقرا من لهيب الحر والشرد نحو الفتح والمجد..هل تذكرين

حبيبتي

هل

تذكرين..؟؟

هل

تذكرين

حبيبتي زيتونة

خفيفة الظل وارفة مناره

صلى تحتها جدي صلاة الصبح

والعصر.. ملّس زيتها زندي..كحّل رملها

ولدي..يراها الضوء كيف يشاء في الانحاء في

الانواء والبعد وعيون الليل والازهار في الفجر والآفاق

والصياد في البحر..يراها نافذة اطلت على امس بعيد سال

في جرار غدي وعلى شحرورة سمراء في الوادي وعلى خروبة عريضة لأم علي وعلى حاكورة غنّاء صافح رأسُها صدر جامع البلد

هل

تذكرين

حبيبتي،

هل

تذكرين..؟؟

هل

تذكرين

حبيبتي زيتونة

امتطت الجدران والاركان

والاشعار في الادب..تأبطت

الوجدان والاشجان والاحلام والذكرى

واكتاف الارض والاسفار والموال والرؤيا

وتنهدت في الاجواء سوسنة..لمياء كحلية

الوشم والشامات والافنان والخد هيفاء ممشوقة

السيقان والاغصان والقد.. شماء بعيدة الانساب والاحساب والمد..مرفوعة الرأس والاطراف والايدي.. بهية الجنبين والجفنين والشفتين والجلد وعريقة قديمة اقدم من صرة حطها الله في صخرة

البد..!!

عالية

ارتفعت نخيلا

من لحم الارض وقنديلا من

عظام الصخر للأمد ومنديلا في عمامة

جدي أسعد..هل تذكرين حبيبتي هل تذكرين؟

نعم

قولي

نعم ردي

رأيتها بالأمس

مغمغمة العينين

مغمضه مبتورة الكفين

والقدمين والاوصال والايدي

مشقوقة البطن والامعاء والمتن

مشدودة الاقماط والاكفان والعقد

مشنوقة برداء الموت والاحبال والزرد

محمولة، مأسورة، محصورة على آلة حدباء

سيارةصوب الغرب بالقيد..صوب القبر والمنفى

صوب

الغرب

للّحد..!!

‫2 تعليقات

  1. جميلةٌ يا سامح هذه الزيتونة الوطن ـ الذكريات ، العشق الحقيقي للحبيبة زيتونة والطبيعة وإنسانها الأصيل – الجد ، أهنئك من صميم قلبي . وموجع حقا ما آلت إليه ، أخوك في العشق الحقيقي وفي الحلم ، لا أن نتذكر فقط تلك الزيتونة ، بل أن ننعم بظلَّها وزيتها ، نلملم حبات ترابها المنهوب ونطمر به جذرها ، لتعود الحياة لها ولنا . إبراهيم مالك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة