ها قد مر عام على رحيلك.. وداعا جدي جودات الغالي..

تاريخ النشر: 04/12/14 | 8:47

في مثل هذا اليوم (الرابع من كانون اول) قبل عام بالضبط بكت السماء وانهمرت أمطارها كسيل من الدموع على فقدانك جدي الحبيب المرحوم الحاج جودات فالح سليمان جبارين…رحمك الله جدي الغالي…
في هذه الذكرى القاسية أمسكت قلمي ليسطر شوقي لك يا جدي فبدأ ينثر حروفي باكيا فقدانك وكيف لا وقد مر العام كأنه مئة عام بل كأنه الدهر كله!
اااه يا جدي..ما زالت عيني تبكي وقلبي يتالم شوقا حتى هذه اللحظة عندما اناديك ولا يجيبني الا ذلك الصمت الكئيب… كم اشتاق لكلمة جدي فبعد ان رحلت عني لم يعد لي جد غيرك اناديه وأنعم بحنانه وعطفه. لم يعد لي جد يدللني كطفلة صغيرة ويداعبني مناديا لي “عبورة” و”حفيدتي الاولى الغالية ست البنات”… كيف لي ان انساك ولا ابكي عندما اذكر دلالك وحبك لي وانا “حبيبة سيدها “؟ فعلا كان لي جد وكان لي وطن ولم يبقى لي الان الا الذكريات..
اشتقت لك يا وطني ومنبع الشهامة والنضال فذكرك وسيرتك الطيبه ما زالت على لسان كل من يعرفك وفي كل قلب كل من عاصرك يا ابا غازي يا ابا الكرم والجود..
رحمك الله جدي حبيبي…اشتقت لك فانا لم اعد اراك الا في المنام متوشحا باللباس الاخضر وهو لباس الشهداء والصديقين في الجنة تنظر الي وابتسامتك تعلو وجهك المنير. هنيئا لك الجنة وجمعني الله بك في جنان الخلد مع الابرار..
مر عام على رحيلك وما زلت لا اصدق انك لست معنا… فقد رحل جسدك ولكن روحك ما زالت ترفرف حولي كأنها تواسيني قائلة :” لا تحزني يا بنيتي فقد سبقتك الى الجنة مشتاقا لأطمئن على حال اخيكي حفيدي محمد رحمه الله وسنلتقي يوما بكم جميعا في الفردوس الاعلى… لا تقلقي نحن في حفظ الرحمن وهل هناك ارحم من ربنا علينا وعليكم؟” ونعم بالله…
مر عام يا جدي وما زالت بلدتك “الكفرين” تشتاقك وتفتقدك فقد حل الشتاء وامتلأت العين بالمياه العذبة التي لطالما عشقت طعمها ولكنك لم تعد…
كل شيئ يسالني عنك.. الطير والشجر والحجر وحتى نسيم بلدتك المهجرة.. رحمك الله جدي عاشق الكفرين الاول بلا منازع..
بالضبط قبل عام دقت ساعة الفراق ورحلت عنا للابد و عندها فقدت سندي وقدوتي في الحياة..
جدي جودات المناضل الشهم والأب الحنون ذو القلب الكبير.. ااااه يا مهجة روحي وقرة عيني ما اصعب الحياة من بعدك؟ فقد تغير كل شيئ… فلم يعد الفرح يزورني الا عند رؤيتك في المنام ولم يعد الخير يطرق بابنا فقد أخذته معك يا ابا الخير!!
ااه يا جدي.. حتى القلوب تغيرت ولم تعد كما عهدناها دافئة ولا الوجوه كما عهدناها باسمة! بل اصبحت باردة وواجمة! لم يعد هناك اي لون او طعم لحياتنا بدونك..
ومع ذلك ارفع يدي الى السماء وأشكر المولى عز وجل واحمده على كل شيئ وادعوه بأن يجمعني بك في جنان الخلد مع اخي الشهيد محمد يوسف عقل والابرار والصديقين…
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه..
وداعا يا رجلا لن يتكرر ابدا في هذا الزمان… رحمك الله والهمنا من بعدك الصبر والسلوان حتى ذلك اللقاء العتيد…
انا لله وانا اليه راجعون…

حفيدتك المشتاقة: عبير يوسف ابو عقل

01

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة