رسالة من ميت …

تاريخ النشر: 29/10/16 | 9:26

جميلتي… لا يوجد لنا سيطرة على القدر, وعلى الضربات التي تسقطها الحياة على رؤوسنا والشيئ الوحيد الذي نستطيع ان نتحكم به هو كيفية تعاملنا مع هذه الضربات. فانا….المخلوق الذي احببته قد مت ومنذ ذلك الحين شيئ بك حتماً قد مات. نعم….الحياة أقوى من الكل, وكل شيئ يجب ان يستمر ….لكن منذ “الحادث” لا شيئ نفس الشيئ.

حمولة كبيرة تربص على قلب كل واحد منكم …تجلسون بالصالون وفجأة تصمتون وكأنكم تشعرون بالذنب.وتسألين : كيف يمكن الابتسام وهو نائم تحت التراب ؟ يقتلك الشعور كل صباح بفقدانه …لكنه موجود دائماً لك..موجود ولا ترينه…روحه حية معك …موجودة ولا شيئ حصل لها. انها الشرارة الالهية بنا وهي أبدية لا تموت ..

الذي فُقد هو الجسد….هي مركبة الروح التي امتلأت ايامها, وفقط المركبة الفارغة المكسورة هي المدفونة هناك …فسائق السيارة خرج بسلام من الحادثة. روحه غير مدفونة هناك.!!!انها ترفرف فوقك, تحميك وتريد ان تناديك…ان تصرخ بوجهك وتقول لك: لا تأسفي يا صغيرتي من أجلي, فأنا سعيد جدا هنا, قرب الله.

التعب, الشقاء والعقاب هو للباقين على الارض. هنا …اينما موجود انا…كل شيئ جيد, فلا يوجد هنا شر ولا سوء.

ولتعرفي انني سعيد هنا ..ويا ليتني استطيع ان احفن بعضاً من هذه السعادة لك .!!

لكن.. ليس لي أي طريق للوصول اليك..فانا احتاج لجسد ليحملني لك ولتسمعيني .. وجسدي قد ضاع. فقط استطيع الاتصال بك عن طريق قلبك.

تكلمي معي ..وسأجاوبك عن طريق افكارك… سأكون لك ..وكأنني حي جسداً وروحاً ومتواجد ببلاد بعيدة.. لكن… يجب ان تعرفي انني لا استطيع الدخول الا لقلب مفتوح…وقلبك مغلق. لا استطيع دخوله وهو ملئ بالحزن … “خط التلفون” الوحيد بيننا مستعمل…فافتحيه لي… صدقيني..فمع كل سعادتي الكبيرة التي اشعرها الان …

حزني الوحيد هو حزنك علي.!! انا سعيد ويجب ان تصدقيني لتتحملي فقداني. وحزنك الكبير هذا فقط لانك لا تتقبلين المقدور ان لكل انسان ايامه معدودة.

ان ايامي انتهت…انهيت وظيفتي على الارض ..فتقبلي هذا. وتقبلي انك يوما ما و بعد عمر طويل ستأتين عندي. انا لك الان ..ليس جسداً بل روحاً…بالقلب والأفكار !! فكيف ستفهمين؟ وكيف افسر الامر لك؟؟ ساحاول:

اعتقد ان الامر يشبه “الموجات التلفزيونية” المتطايرة في الهواء والتي لا نراها نحن بالعين المجردة.. وانا موجود مثلها…بالقرب منك لكن على موجة اخرى لا تستطيعي ترجمتها الا بايمانك.

اعرف ان هذا لا يعزيك فانت تريدين رؤيتي ومعانقتي لكن لا تستطيعين لذلك..لا تبطليني ولا تمحي ارادتي. فانت تعرفين انني احبكم جميعاً ..وكل ما اريد هو ان تستمروا وبالضحك. اريدكم ان تضحكون ضحكاً بريئاً عندما تلتقون ..وعندما تتذكروني “بارداً تحت التراب”. اتواجد معكم عندما تفرحون وتضحكون وابتعد عندما تحزنون لاني احزن لحزنكم.

فقط للجسد يوجد حواجز ..لكن روحي تستطيع ان تكون بكل مكان وبأكثر من مكان بنفس الوقت…وايضاً معكم.

ومن مكاني المليئ بالمحبة هنا ….احلم ان تعيشي حياتك كاحسن ما يكون…مع كل العائلة والاصدقاء, وحزنك وعذابك لنفسك لا يحقق حلمي. اعرف انك لا تستوعبين ذلك ..

لكن ارجوك ساعديني… لا يوجد لي وسيلة جسدية للارض.

ليس لي يدان لأغير بها الأشياء …فكوني يداي!!

انا خرجت من لعبة الحياة اما انت فلا…!!!

استمري بحياتك…باحسن ما تستطيعين…

وهذه ليست “خيانة” لذكراي …بل هي إرادتي!!

tghh

‫2 تعليقات

  1. ان لله وان اليه لراجعون …لماذا يا طيبة ترقصي على جرحي …الذي لا أزال أنتظر التئامه..وأقدر شعورك فأنا ما حييت لم ولن أنسى الغالي(المرحوم خالي نائل)…لن أصفه لانه غني عن كل وصف وتعريف وان أردت وصفه ستعجز الكلمات والاحرف عن الانتظام ..كما تعجز هي الان عن وصف روعة ما أبدعت أناملك كيف لا والدمع يكاد ينهمر من عيني..كتبتي فأبدعتي فالى الامام قدما..

    تحياتي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة