في مهبِّ الجوع… غزةُ تصرخ

بقلم: رانية مرجية

تاريخ النشر: 11/07/25 | 12:09

يا ربُّ… هل يسمعُ الجائعُ صمتَكَ؟
هل تبقى القلوبُ إذا انتزعوا عنها لُقمتها؟
غزّةُ ليست خريطةً
بل جسدٌ يُنهشُهُ الطغاةُ كأنهم قد أقسموا ألّا يُبقوا لها ظلًّا ولا وجهاً!
في الأزقّةِ، يسيرُ الخبزُ ميتًا
والطفلُ يحبو نحو ظلِّ تمرةٍ،
فتُداريه أمهُ بدمعٍ مذبوح،
وتحكي له عن الجنّةِ كي ينسى الجوعَ
ويحلمَ بلُقمةِ نورٍ تُسندُ روحه!
مَن قال إنَّ الجوعَ مجرَّدُ ألمٍ في الأحشاء؟
هو كفرٌ بالحياةِ حين تُغلقُ الأرضُ أفواهها
وتتحوّل السماءُ إلى قنّاصةٍ
ترصدُ شهقةَ رغيف!
جسدُ الطفلِ في غزة
نصٌّ مقدّسٌ
لا يقرأهُ أحدٌ…
إلّا الموتى الذين عبروا مثلهُ الجوعَ حفاةً،
وتركوا صراخهم على أبوابِ اللامبالاة!
يا شمسًا… لماذا تشرقين؟
أما ترينَ الطفلةَ تُفتّشُ في القمامةِ
عن حروفِ الحياة؟
أما تسمعينَ رغيفًا يُصلبُ كلَّ يوم
على جدرانِ العجزِ العربيّ؟
الفلسفةُ تنهارُ حين تجوعُ غزة،
والأسئلةُ تخونُ أجوبتها،
فكيف تُفكّرُ بديكارتيّتك
وطِفلٌ يبكي لأنَّ “الوجودَ ليس خبزًا”؟
غزةُ ليست مجرَّد مدينة،
إنها ملحمةُ الجوعِ في وجهِ الغطرسة
هي الدمعةُ التي لم تجد جفنًا تأوي إليه
هي الوصيةُ الأخيرة:
“إذا مُتُّ… فلا تدفنوني،
فأنا حيٌّ في شهقةِ من لم يأكل منذ أيام!”
يا ضميرَ العالمِ،
أما شبعتَ من صمتكَ؟
أما اكتفيتَ من شِعرِ المؤتمرات؟
غزةُ تكتبُ قصيدتها بالدمِّ
بالجوعِ
وبظلِّ الرغيفِ المسروق!
الخاتمة:
في المجاعةِ… تُمحى الفلسفة،
يُذلُّ الإنسانُ،
ويُصبحُ الصمتُ جريمةً
فاغضبوا
اكتبوا
اصرخوا
فكلُّ حبرٍ لا يُسندُ الخبزَ في غزة
عارٌ…
وعارٌ على كلِّ شاعرٍ
لم يُمزّقْ قلمهُ كي يطعِمَ طفلًا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة