وجعٌ يكتبني
بقلم: رانية مرجية
تاريخ النشر: 10/07/25 | 12:23
في مهبِّ السؤال…
تنام الحروفُ
وترتجفُ الوردةُ المُتعبةْ
لماذا إذا ابتسمَ الضوءُ
ينزفُ فينا الغيابُ؟
ولماذا إذا جاءنا المطرُ
جاءنا الحنينُ مُغبّشًا بالعَتبْ؟
أنا لا أكتبُ الشعرَ كي أكونَ جميلة،
بل كي أفضحَ القيدَ في الوريدْ
كي أضمدَ نزفَ المعنى
وأطهو على نار الوجعِ
حروفًا تشبهُ الزهدَ في الخلودْ
في كلِّ نافذةٍ تُصفقها الريحُ
ثمةُ جرحٌ يلوّحُ لي
بأطرافِه المهترئة،
يقول:
“لا أحدَ يعودُ من ذاتهِ سالمًا
ولا أحدَ يموتُ تمامًا إلا في حلمٍ لم يُكتبْ”
أفتّشُ عني بين الخرائبِ
وفي مرايا فقدتْ وجوهَها
فأصادفُ امرأةً تشبهني
تحملُ حقيبةً من الأرقِ
وصوتًا مكسورًا
وحُلماً كان ينامُ على كتفِ المطرِ
ثم طار… دون عنوانْ
في قلبي متاهةٌ
تغنيها الطفولةُ حين تنكسر،
وفي رأسي
مقبرةٌ لأفكارٍ لم تولدْ
وفي روحي
نافذةٌ على الله
مفتوحةٌ… منذ الوجعِ الأول
يا أيها الليلُ،
كُفّ عن دسِّ وجوهِهم في مناماتي
فأنا تعبتُ من تقليبِ جثثِ الذكريات
وتعبتُ من البكاءِ دون صوت
ومن الموتِ واقفةً
كشجرةِ زيتونٍ لم يقطفها أحد
أيها الراحلون…
خذوا أسماءكم من لساني
خذوا ظلالكم من جدراني
واتركوني كما كنتُ قبلَ الحنين:
حروفًا تمشي على عكازِ الصبر،
لا تنتظرُ خلاصًا،
ولا تُصدّقُ أن النسيانَ حُرية
فما عاد في قلبي متسعٌ إلا لقصيدةٍ… تنزفني