لكل شيئ نهاية حتى وعد بلفور

بقلم قرار المسعود

تاريخ النشر: 04/05/25 | 22:21

ما جاء به وعد أو عهد بلفور في تلك الفترة بعد ما جعل الغرب العالم في سبات عميق، َدبًرَتْ الحركة الصهيونية دخول اليهود أرض فلسطين على أساس الوعد المشؤوم الذي ينص على ” «وطن قوميّ للشعب اليهوديّ» في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية ذات أقليّة يهوديّة (حوالي 3-5% من إجماليّ السكان). و حتى يمتد هذا السبات بأهل المنطقة خاصة، ينص العهد على “أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر”.
و من سنة ثمانية و أربعين، أصبحت في عشية و ضحاها، دولة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، مكان دولة عريقة تتمتع بكل المقومات و بمساعدة محيطها. و أمن و سامية دولة إسرائيل خط أحمر لا يُمس الأمر الذي تم تدبيرها و خُطِطَ في الغرف المظلمة داخل عصبة الأمم المتحدة على أساس أن هناك شعب يهودي يملك أرضا. لأن قرار القوي هو الصائب و المنفذ و المحترم. و منذ هذا التاريخ (1948) انجر عنه نوائب و بطش لأهل الأرض و طمس للحقائق و تضليل في الدين الحنيف و ذل و عبودية و سيطرة و تهجير، و حتى الآن لم يستوعب أولئك المساندين و المستضعفين معا للكيان يوما. و لم يقوموا بالدفاع ولو على جزء من حقوقهم و كرامتهم و بقوا ينددون في المنابر التي يسمح لهم الغرب القول بالإدلاء بها إعلاميا فقط.
إن الوضع و حالة التحول في الساحة، أصبح غير ما كان عليه بالأمس و دوام الحال في كل حال من المحال و النصر للمظلوم موعود في كتاب الله. فالأمر سيختلف في المستقبل لا محالة، إن كان إيجابيا أو سلبيا، فالتحول يكون رغم ثقل الإرث الذي نال منه العالم كله من التضرر و الهيمنة و الغطرسة و نهب خيرات الشعوب الضعيفة، لهذه المدة من 1945 بداية برنامج بهذه الخطة من طرف أسياد العالم آنذاك، فهنا لعبت الحركة الصهيونية دورا محواريا بواسطة المال و الأعمال مركزة على المغريات و ما تشتهيه الأنفس الضعيفة، فهدمت كل معتقدات و العادات التي لا تخدمها في المجتمعات بأذنابها المنتشرة في كل المعمورة و تسليط الجهل و الفقر في المناطق ذات الخيرات الثمينة.
فلا يمكن من خلال هذه الصورة بالنظر أو القول فقط تفكيك ما بني في حقبة طويلة من الزمن، و أثناء صحوة مبنية على معطيات من التواصل غير مؤكدة أو مدفوعة عن طريق الزعامة. لأن نمط التسيير الحالي مدروس بعقدة محبوكة بإحكام من ذوي العلم و الدهاء وكلما أراد البعض من المتضررين الشرح أو إيجاد وسيلة للتخلص و إقناع المحيط، فلا يجدون السبل الكفيلة رغم أنهم على حق و أن الواقع يثبت لهم ذلك.
أعتقد، إن أردنا التصدي و الصمود لمن يسير ضد التيار القديم، أن نجمع المعطيات من العلم و التجربة و الصبر و العمل بالواقع المقنع تجاه مجتمعاتنا بالثبات على المبادئ و نعتقد جازمين أننا على حق و لنا أسوة وعبرة في بداية الرسالة المحمدية. و هو المنهاج الوحيد الباقي إلى يوم الدين مهما كثرت النوائب و التزييف و تقلبت الحقائق. فيجب أن نتكاتف حول بعض النماذج الصامدة في أمريكة اللاتنية و إفريقيا و آسيا و حتى أوروبا و نآزر هذه الدول و الأنظمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة