موسى عزوڨ محمد بن عبد الكريم الزموري الجزائري ( 1924-1912) كما عرفته

تاريخ النشر: 08/05/24 | 9:33

موسى عزوڨ محمد بن عبد الكريم الزموري الجزائري ( 1924-1912)

كما عرفته

ينظيم مخبر الثقافة الوطنية بالتنسيق مع وحدة البحث يوم دراسي وطني بعنوان منجزات العلامة محمد بن عبد الكريم الزموري الجزائري. في الثامن ماي 2024 في يوم الذاكرة الوطنية . وبعد 07-05-الهدنة .

حوالي سنة 1989 تداول في البلدة ان سي محمد عالم البلدة الجليل القادم من فرنسا سيلقي خطبة الجمعة في جامع بن حسن بحي السويڨة، كان أول ما تبادر إلى ذهني ” من يكون ؟ ” وماذا سيقول !؟ هل فعلا عالم ؟ ام كالعادة اهلنا يحبون الساكن خلق البحار ؟

صعد رجل وقور محمر الوجه إلى المنبر ودون ورقة وبمدخل الى الخطبة غير تقليدي وبصوت جهوري غير معهود :” الحمد لله الذي جعل المساجد ملكا له ابدا : ” وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ” .سورة الجن 18. والصلاة والسلام على من قال :” خير البقاع المساجد وشر البقاع الاسواق ” الطبراني . لم تكن الكلمات الطنانة والمستحدثة والاسلوب الجديد” غير وعظي “! لتتركك تفكر اصلا في النعاس ، ثم انه استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر الآية :” (لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)[سورة التوبة 108] ثم بدأ بتفسير الآية بطريقة لم اعهدها وبسلاسة وقوة فيشرح المفردات ثم يذكر مجمل المعنى ويختم بالتوجيهات (1) . ولاول مرة يومها اعرف انه يمكن ان يكون هناك مسجد ضرار كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم انه حدد اسباب المسجد الضرار من المضارة للمؤمنين والتفريق بينهم والنهي عن تكثير بناء المساجد وغصب بعض الارض والاقدام على اقامة جمعة جديدة ، ثم يذكر بكل وضوح ان الوزارة داعمة للضرار وذكر الشيخ الطيب حماني والامين العام حمودة بن الساعي يومها ، ليعرج على اوصاف مسجد الضرار في القران …كانت خطبة عصماء قوية في الطرح ، ولما اكمل الخطبة لم رغبت في القاء السلام عليه ، لكن للأسف يتكرر دوما وفي مناسبات عديدة ان يحوم حوله قوم لا يتحركون ويحولون دون اللقاء . لم يتم اللقاء المباشر معه الا بعد ان قرأت للرجل تقريبا كل ما وصلت اليه من كتبه ، وكان بيت ابنه البار بنفس المكان الذي اقيم فيه فكانت الزيارة ودار بيننا حوار حول مالك بن نبي الذي يعتبره من المغتربين ، ونصحني ان ابتعد عن تحقيق مخطوط الرزنامة الفلاحية وان اكتب في اختصاصي ، وكنت قد سألته عن كتابه الهجرة من الاقطار الاسلامية الى الاقطار الافرنجية في ميزان الاسلام الصادر سنة 1994 ، وكيف يوفق بينه وبين هجرته هو ومكوثه في فرنسا ؟ وكان جوابه لي عن كتابه عن التجنس ، كان اللقاء بمناسبة اهداء مكتبته الضخمة الى جامع بوحيدوس .

قرأت له تحقيق ” التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بلاد الجزائر المحمية . لمحمد بن ميمون الجزائري ط2 الشركة و. ل .ت 1981. نجد في التوطئة 1969 تاريخ اول انتاج. والتي نال بها شهادة الدراسات العليا في التاريخ الحديث 361صفحة ومع التهميش والفهرسة وصل402ص. ..وهي حقبة حكم ابو النصر السيد محمد « بكداش » (وهي تركية تعني الحجر ) وقد تولى دايا على الجزائر سنة 1707 وتوفى مغتالا 1710 على يد الداي دالي براهيم آغا ..ثم ” تحقيق” بدائع السلك في طبائع الملك أبو عبد الله محمد بن الأزرق الأندلسي المتوفي سنة 896ه‍ 1491م الجزء الأول . جاء في مقدمة المحقق : كنت زرت فقيد العروبة والإسلام الاستاذ الشيخ البشير الابراهيمي…الذي عقب رغم مرضه1964 عن مقدمة بن خلدون بقوله :” ان هناك كتابا قد يغني عنها ..”! فاستفسرته عن الكتاب فكان هذا الكتاب موضوع التحقيق وفي 1972 في زيارة إلى المغرب عثر على نسخ 4 منه ….ولهذا وجب التنويه إلى صاحب الفضل الأول في هذه المبادرة – التحفيز – إلى رائد العلم والأدب الاستاذ الشيخ البشير الابراهيمي ! يجب التعود على أسلوب والفاظ مثل هذه المخطوطات كي لا تكون كما تظهر ” مادة دسمة ” صعبة الهضم ، وهي في الحقيقة ” أكلة سريعة ” سهلة وممتعة ( بوضعها في زمكانها ) لاحظ مثلا تلك التقسيمات التي اندثرت اليوم ( في الكتاب الاول الباب الاول : في حقيقة الملك ..وفيه ” أنظار ” ؟…الباب الثاني : سبب الملك ..وفيه ” الطرف 1,2…6مكائد حصار المدن وفيه ” تتمتان “؟ الركن ! الخطة ! المرتبة ! المنهج ! النظر ! القاعدة !؟…..وانت تقرأ تكون مصحوبا بكلمة الشيخ البشير عن هذا الكتاب أنه : أحسن من المقدمة لأنه يحتوي على تلخيصها وعلى اشياء كثيرة ، قد اغفلها بن خلدون ، وكان من الواجب أن لا تغفل ) .

ثم كتاب المرآة لصاحبه حمدان بن عثمان خوجة الجزائري ، وكان من الواضح ان قوله ” عربه وقدم له وعلق عليه ” الدكتور محمد بن عبد الكريم . له قصة – عن دار الوعي الطبعة الأولى 2017 الإيداع 2013. جاء في الاهداء اولا لحمدان بن عثمان خوجة وكان مطلعه الى جزائر بني مزغنة . ثم إلى ليبيا الشقيقة ..الى حسونة دعبس الليبي . ولم افهم سبب ذلك إلى غاية هامش الصفحة 8 حيث بين أن الكتاب ” المرآة ” كتب في الأساس بالعربية وترجمه الى الفرنسية صديقه الليبي ه‍.د . يلاحظ ان سبب تسمية الكتاب ” المرآة ” لم يتطرق المقدم إليه ، واستنتاجي أن المؤلف رغب في تقديم مرآة للمجتمع الجزائري من خلال كتابه ومحاولة تبيض استبداد الاتراك. دوافع وأهداف تأليف هذا الكتاب الداخلية والخارجية التي اوردها المحقق غير مقنعة ، فالقارئ يخلص أن السيد حمدان بن عثمان الكرغلي كتبه في فرنسا وهو يصور السكان الأصليين كأنهم همج ومتسخين ..ويتملق الفرنسيين ويبين لهم كيف يمكن الاستلاء على هذا الشعب المغبون.قسم الكاتب المرآة الى كتابين ، في الكتاب الاول ادرج فيه 13 فصل ص128. اما الكتاب الثاني فقسم الى 12فصلا .وختمه بوثائق في الشكاوي والبراءات 16وثيقة ص357.

يلوم الكاتب الفرنسيين كأنهم مسلمين فاتحين ولا يحق لهم الدخول على المنازل التي كانت للأتراك يمرحون فيها . ولا يبين كيف استولى الاتراك على هذه المنازل ؟! ولا يقتنع أن فرنسا ربحت الحرب ! يلوم عمليات النهب والسلب للجنود لخزينة ” الايالة ” و لا يتطرق إلى ماهربه الدايات وحتى ما أخذ ” خاله “. جعل كل أسباب السقوط محصورة في اليهود ؟

كان ايضا شاعرا حساسا محبا لزمورة رغم ظلم اهلها ( وكان منهم من يسميه باسم جدته ) . قال وقد اخذه الشوق الى زمورة ان الحب يرجع للحب الاول وانه مهما زرت الامصار فان الذكرى تعود بك الى مسقط الرأس : ” شرقت أو غربت في المعمورة لم يبق في الذكرى سوى زمورة ” . ثم يفصل السبب في ذلك :” مهد الفضيلة والوفاء نزاهة سلوى قناعتها بها مستورة.” وانها : وصل الكرامة بالشجاعة والعلا صفة مشبهة لها مسطورة “. وان سكانها لها عامرون : ” سكانها دأبوا على عمرانها صلواتهم في وقتها مبرورة” وهم لكتاب الله حفظة : ” هذا كتاب الله محفوظ بهم آياته في ثغرهم معطورة.” ثم يتحدث عن التكرار الحزب الراتب : ” ترتيلهم في السمع زاد حلاوة يحكي دوي النحل بالصيرورة ” . ويعدد ان في كل حي من احيائها مسجد وحافظ : ” في كل حي كتاب به قراؤه أسماؤهم موفورة ” + ” في كل حي مسجد يعلو به صوت المؤذن سنة مأثورة ” . والاحترام المتبادل بين اهلها : ” فيها الكبير لدى الصغير موقر أما الصغير فرحمة منشورة.” وان النساء محترامات والرجال : ” نساؤها بحيائهن مصونة ورجالها أخلاقهم مشهورة”. ثم يتحدث عن المقاومة الشعبيةى وثورة التحرير . ليصل الى النتيجة : ” أكرم بها من بلدة فيها مضى كل الفصول بها غدت مسرورة “. وبعد هذا الثناء يقدم نقده : ” مالي أراها اليوم عكس مرادها تبكي حظوظها قد بدت محظورة “؟ أحزانها قد قوست أفراحها آمالها في يأسها مقبورة .” الفأل منها قد أزاح رحاله والشؤم بات علامة مشهورة” . ثم يشير الى الفتنة التي فقد فيها عزيز عليه ولد سي الطاهر رحمهم الله جميعا : ” سيقت إليها فتنة غياثة أمست بها بعد العلا مقهورة ” . ” أوصالها بين النفوس تصرمت أوكارها من أنسها مهجورة” . ثم يعقد مقارنة ختامية بين الماضي والحاضر :

كانت زمانها مرتعا لجموعها – أضحت بها أبوابها منشورة

كانت حليفة فألها مشكورة – أمست رهينة شؤمها محقورة

العنف فيها كاسر أنيابه – كل النفوس غدت به مذعورة

الجل من شبابها قد شردوا – فتشتت أشباحهم مدحورة

رحمه الله برحمته الواسعة . والى لقاء

————- تهميش —————–

(1) اعرف لاحقا ان الرجل مفسر للقران الكريم – د/ محمد بن عبد الكريم الجزائري من توجيهات القرآن العظيم من خلال تفسير سورتي الفاتحة والبقرة جمعية الدعوة الإسلامية العالمية طرابلس -الجماهيرية العظمى الطبعة الأولى 2003.

عزوق موسى محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة