عامٌ فقط قبلَ الرحيلِ أقيمُهُ

د. ميساء الصح

تاريخ النشر: 29/01/24 | 8:13

عامٌ فقط قبلَ الرحيلِ أقيمُهُ
وعلى سفوحِ الهندِ أُنهي قِصَّتي
عامٌ فقط وأعودُ عشتارَ التي تحتلُّ في الأرضِ انتصارًا
لو لحُبٍّ تنحني كلُّ السنابلِ تزدهي بالقمحِ تعلِنُ مجدَها

كانتْ حياتي كلُّها مركونةً في موقِفٍ
وسطَ المحيطِ يقيمُ بي ويقيمُني
والمركبُ المكسورُ ينسجُ قصةً “للتايتنك” ويعيدُها
ماتَ الحبيبُ بقصَّتي
وأنا التي ما لي حبيبٌ كي أقاومَ جزرَ بحرٍ كادَ في بَرْدِ الشتاءِ يبيدُني
كانتْ حياتي جرّةً مكسورةً وككذبةٍ
عايشتُها رغمَ العذاباتِ التي في كسرِها
عايشتُ في الليلِ استحالاتِ الرؤى
ولمحتُ في وجهِ النهارَ حقيقةً لا لن تُرى
حتّى العراقيلُ اغتدتْ كقرنفلٍ
سأخيطُ في الصبحِ القراراتِ التي نفَّذتُها ونفذتُ قبلَ أوانِها
كي أرتديْ عَزمي أسافرُ من هُنا
وألمَّ سعدًا وافتراضاتِ النجاحِ وِعِطرًهُ
وألمَّ قرحًا نازفًا مَلَأَ الحقائبَ كلَّها
دمعًا يصاحبُهُ التألّمُ والمآقي لا تفارقُ خدَّها
أرضُ العراقِ مطيَّتي وعلى بساطِ الريحِ أركبُ جنةً
فالسندبادُ برحلةٍ عامٌ فقطْ وسيتركُ اللاشيءَ واللاشيءُ فيَّ يردُّهُ
عامٌ فقطْ سأغيبُ عَن مهدِ الحكايا والتفاصيلِ التي تجتاحُني أمضي لغيرِ غنيمةٍ، ريحُ الخريفِ تطيرُ بي
وتعيدُني وتردُّني وتعيدُني
كي أستقيلَ منَ الجراحِ ألمّها أو كي أشيّدَ حدَّها

عامٌ فقط فتريَّثوا
يا من صلبتُم في الوضوحِ إرادتي
والصلبُ فصلٌ يبعثُ الأرواحَ ثمَّ يُعيدُها
عامٌ فقطْ كي أكتفي من نبلِ هذا الكونِ ثمَّ أعيدهُ
معجونَ عُمري في توهُّجِ شمعةٍ لا تنطفي
وهناكَ لي في عالَمي أطروحةٌ
حقًّا ستشتاقونَ لي
كنتُمْ تمنّيتُم بقائي في ذبولِ ديارِكُمْ
كمْ رخوةٌ هذي العباراتُ انجلتْ
عَبَثًا أحاولُ شدَّها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة