“لبننة” إسرائيل أو إزاحة نتنياهو… ما العمل؟”

الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 21/08/23 | 13:04

المعروف عن نتنياهو (بشهادة سياسيين كبار من بتي جلدته) أنه كاذب مخادع، وانه أناني يسير على الجثث وبأي ثمن مقابل مصالحه الشخصية ولا سيما البقاء في منصبه، وما يحدث اليوم في المجتمع الإسرائيلي اليهودي خير دليل على ذلك.

في الثاني عشر من شهر سبتمبر/ أيلول القادم ستنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في ملف هام يحدد مصير دولتهم. المحكمة ستنظر في شرعية تولّي نتنياهو السلطة القضائية. بمعنى إذا كان يحق لـ “بيبي” مواصلة عمله كرئيس حكومة. وماذا ينفع قرار المحكمة إذا كان نتنياهو لا يحترم قراراتها المتعلقة به سلباً؟ نتانياهو رفض مراراً الالتزام بقرار للمحكمة ضدّ ائتلافه. رئيس الهستدروت، أرنون بار دافيد، قال خلال لقاء مع رؤساء القطاع الخاص في إسرائيل جرى في السادس عشر من الشهر الجاري إن “عدم الانصياع لقرارات المحكمة ونشوء أزمة دستورية هو تجاوز لكافة الخطوط”.

كيف سيتطور الوضع إذا أصدرت العليا قراراً ضد نتنياهو وإذا ما أصر نتنياهو على مواصلة نهج حكومته اليمينية حكومة المتطرفين؟ إسرائيل ستجد نفسها في أزمة حقيقية عميقة. والسؤال المطروح: كيف سيتصرف قادة الجيش والأجهزة الأمنية والشرطة في هذه الحالة؟ هل سيستمرون في النظر الى ما يجري وهم مكتوفي الأيدي؟ أم أنهم في هذه الحالة مضطرون إلى اتخاذ قرار واضح: مع المحكمة العليا احتراماً للقضاء أو ضدها انتهاكاً له؟ بمعنى قرار الموالاة للمحكمة أو السير عكسها. وهنا أتذكر ما قاله أفيغدور ليبرمان رئيس حزب: “إسرائيل بيتنا” الذي طالب قيادة الجيش بقلب الطاولة على رأس نتنياهو. وهذا يعني ضمنيا العمل على إزاحة نتنياهو عسكرياً. يعني انقلاب.

المحلل السياسي الأمريكي (اليهودي) الموالي لإسرائيل، توماس فريدمان، وفي تحليله الأسبوعي في صحيفة “نيويورك تايمز” شبّه الوضع الإسرائيلي بالحالة السياسية اللبنانية التي يقودها حسن نصر الله ويقول:” على الرغم من الاختلافات العديدة بين لبنان وإسرائيل، فإنّ ائتلاف نتانياهو هو “حزب الله الخاصّ به”. فريدمان يتحدث عن تجربة فهو الدبلوماسي الذي عاش في لبنان وفي إسرائيل ويعرف عن قرب خفايا ومزايا البلدين سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

الكاتب الإسرائيلي آري شافيت يتوافق في تحليل له مع رأي فريدمان. فهو يرى أي شافيت: ” أنّ الخطر الحقيقي هو أن تقع إسرائيل في الفوضى وتتفكّك: الشبح الذي يلوح في الأفق هو شبح لبنان جارنا الشمالي الذي عانى ويعاني من تمزّق كبير عندما انهار النظام الدقيق القائم ما بين طوائفه.”

أإذاً، نحن في المحصلة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما بقاء نتنياهو وتمزيق كل مفاصل البلد كما يجري في لبنان أو إزاحة نتنياهو بأي طريقة وإراحة الشعب منه ومن حكومته، بمعنى إما “لبننة” إسرائيل وإما إعادتها الى وضعها الطبيعي.

وأخيراً…

ما دام الشيء بالشيء يذكر ونحن على أبواب انتخابات السلطات المحلية، أتذكر اني عشت حالة تستحق الإشارة إليها هذا الوقت: خلال انتخابات سابقة للمجالس البلدية في لبنان رفع أحد المرشحين شعار: “بلدتنا لن تنتخب أزعراً” ولم تحدث حالة “طخ” أو إحراق سيارات. والشاطر يفهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة