ثخّنوها يا ربّ
زهير دعيم
تاريخ النشر: 19/07/23 | 20:54( ” وأمّا أنا فأقولُ لكم : أحبّوا أعداءَكم . باركُوا لاعنيكُم . أحسنوا الى مُبغضيكُم ، وصلّوا لأجِلِ الّذين يُسيئون اليْكُم ويطردونكم ” )
أطعناك يا سيّد ونطيعك ، ونعشق وصاياك الجميلة العابقة بشذا المحبّة والغُفران ..
ولكن وصل السّيْل الزُّبى ، وما عاد في قوس صبرنا من مُنزِع .
ثخنوها … ثخنوها وأكثر
قبل أيام وأسابيع في طبريا وكفرناحوم و…
وقبل امس وأمس في كنيسة مار الياس في حيفا ، يدخل خلسة بين فترة وأخرى – وبوقاحة – شباب متدينون من اليهود ويصلّون وكأنّها كنيس قائلين لمن يسأل : انهم يبحثون عن قبر النبيّ اليشع الذي خلف النبي إيليا ..
وكذا الامر في اورشليم القدس مرّات ومرّات ، الى أن جاء ضحى اليوم الأربعاء حين اعترضت مراقبة امنيّة يهودية كاهنًا المانيًا كبيرًا يرافق وزيرة التربية والتعليم الألمانيّة ، اعترضته في مدخل حائط المبكى وأمام دهشة الوزيرة – التي صرّحت لاحقًا إنه تصرّف غريب ومُستهجَن- اعترضتهما قائلة للكاهن :
إنّها سياسة جديدة ! – وربما تقصد سياسة بن غفيريّة – ، فصليبك يا هذا كبير وأنت في مكان مُقدّس لليهود وهو يستفزّ الحضور ، فعليك أن تخفيَه !
فقال لها الكاهن بهدوء – وسط دهشة الوزيرة- لا استفزّ احدًا ، فالصليب الذي ألبسه وحجمه هو من خلال رتبتي الكهنوتيّة .
… ثخنّوها يا سيّد ..
اننّا كما عهدك بنا ، ننسى ونغفر ونسامح ولكن الى متى ..
تخيّلوا معي لو أن رابي يهودي مرّ بجانب كنيسة في المانيا فاعترضته مراقبة المانية طالبة منه خلع قبعته ” الكيبَه ” فهي تستفزّ المؤمنين المسيحيين ، ماذا سيحصل يا تُرى ؟!
لا تُغلّبوا أنفسكم ، أنا سأقول لكم : ستقوم الدُّنيا ولن تقعد ، وسيتفرّغ الإعلام الإسرائيلي للقضية تفرّغًا تامًّا وسيتواصل نتنياهو مع السفير الألماني وربّما مع المُستشار الألمانيّ ، وسيصرخ الحريديم والفريسيون اليهود : نازية ، عنصرية ، لا إنسانية …
خبر صاعق مرّت عليه القنوات 12 و13 و14 كما على غيره من الاعتداءات مرّ الكرام – هذا إن مرّت أصلًا – مرّت عليه وكأنّه خبر هامشيّ .
ضقنا ذَرعًا … ” شبعنا ” من الاعتداءات وليس هناك من السُّلطة الحاكمة أو الشّرطة مَنْ يُحرّك ساكنًا .
كان بكم اخوتنا اليهود – وأنتم قد ذقتم الأمرّيْن – ان تراعوا مشاعر الغير ومعتقدات الغير ، مع أنّ المسيحيّة هي تكميل وكمال لليهودية .
نعم ثخّنوها يا سيّد ومع هذا نصرخ معك بمحبة :
” يا أبتاه ، اغفرْ لهم ، لأنّهم لا يعلمونّ ماذا يفعلون ”