الفضيلةُ تبكي لأنّها أضحت يتيمة!

د. محمود أبو فنّه

تاريخ النشر: 11/05/23 | 16:36

الساكتُ عنِ الحقّ شيطانٌ أخرس!

قال تعالى في كتابه المُبين:

بسم الله الرحمن الرحيم:

“”كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ..” (سورة آل عمرانآية 110 ).

حقًّا، كنّا خيرَ أمّةٍ أخرِجت للناس عندما تمسّكنا بقيم ديننا الحنيف، وكنّا ندعو لقيمالخير والحقّ والعدل والمساواة والتسامح…، وكنّا ننهى عن قيم الشرّ والمُنكر والظلموالتعصّب والحقد…

أمّا اليوم، فنحن أمّة تضعضعت، والكثيرُ من قِيَمنا الخيّرة تزعزعت، وأسسُ حضارتناالشامخة تخلخلت، وأمْست حالُنا لا تسرّ الصديق بل قد تُفرح العدوّ!

صِرنا نرى المنكر فنسكت ونتغاضى عنه وعن أصحابه، إمّا طمعًا بمكسب مادّيّ أومعنويّ، وإمّا خوفًا على فقدان مصلحة شخصيّة تتعلّق بمنصب أو ربح مادّي مشبوه،وإمّا تجنّبُا لعقابٍ ظالم!

صرنا نردّد أمثالًا ومقولات تحثّنا على التقاعس والخنوع على شاكلة:

“حُط راسك بين الروس وقول يا قطّاع الروس!”

“إيد ما بِتْناطح مِخرز!”

“…حَيِّد عن ظهري بسيطة!”

لم نعُد نقتدي بكتاب الله ولا سنّه نبيّه العظيم محمّد (ص) الداعي لتقويم المنكر باليد،أو باللسان أو بالقلب.

أمّا مَنْ تجرّأ منّا وقال الحقّ وشهد به، فالويلُ له، وينفضُّ عنه الأصحابُ والخلّان كماحدث لأبي ذر الغفّاريّ القائل:

“لم يتركْ لي قولُ الحقّ صديقًا”.

والمطروح للنقاش ولإبداء الرأي:

هل نتمسّك بقيم الخير والحقّ، فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، مهما كلّفنا ذلك منعناء ومشقّة؟

أم نسكت على المنكر ونلجأ للمسايرة والنفاق طمعًا في مكسب وخوفًا من عقاب؟!

أم هل لديكم، أيّها الأحبّةُ، خيارٌ ثالث؟

تعليق واحد

  1. كلام سليم استاذي العزيز….
    تربية اولادنا على الفضيلة..
    هو الحل!! لا ادري هل باستطاعتي انا العبد الفقير الوقوف امام هذه العاصفه!!
    يجب التكاتف سويا..انا وانتم امام اي عمل غير سوي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة