يوم مقاومة يهودي ضد حكومة يهودي

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 09/03/23 | 14:53

نها “المقاومة” المرتبطة بالفلسطيني سابقاً منذ ثلاثينيات القرن الماضي ضد العصابات الصهيونية وضد الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني لاحقا. اليهود الذين تعلموا من الفلسطينيين كيفية صنع الفلافل ووجبات الحمص والفول والشاورما، يبدو أن كلمة “مقاومة” أعجبتهم. المتظاهرون (اليهود) الذين يحتجون أسبوعياً بعشرات الآلاف ضد حكومة (اليهودي) وضد ما تسميه الحكومة إصلاحات قضائية يستعدون لتكثيف أعمال احتجاجاتهم في كل أنحاء البلاد اليوم الخميس، واتفقوا على تسمية هذا اليوم ” يوم مقاومة “.
انه يوم مقاومة يهودي ضد رئيس حكومة يهودي وضد أعضاء حكومة يهود، أقروا قوانين يرفضها أبناء جلدتهم جملة وتفصيلاً، رغم أن “اليهود” أصحاب القرار أطلقوا على هذه القوانين زوراً وبهتاناً اسم “إصلاحات”. وفي الحقيقة هي ليست كما يسمونها، بل هي قوانين تمكن الحاكم وزمرته من اليمين واليمين المتطرف أمثال بن غفير وسموتريتش من العبث بأمور الدولة التي وافق منصور عباس على تسميتها “دولة اليهود”.
الأمور في دولة قانون القومية “مخربطة كتير” والوضع على كف عفريت. حركة الاحتجاج ضد خطط الحكومة تتسع وتقوى بصورة لا مثيل لها, أحس المحتجون بأن ” المي تجري من تحت أقدامهم” ولذلك جمعوا أنفسهم بالآلاف ورفعوا صوتهم ضد عصابة نتنياهو ـــ بن غفير ـــ سموتريتش وأعلنوا عن حملة احتجاجية ضخمة كبيرة لتعطيل الحياة اليومية في إسرائيل اليوم الخميس، وأعطوا هذا اليوم اسم “يوم المقاومة”. عندما شعر “يهود إسرائيل” بأن ما يسموها “الديمقراطية” قد رفعها عنهم الحكام من أحزاب اليمين واليمين المتطرف ثاروا على حكامهم، ويريدون إرجاع الوضع إلى ما كان عليهم قبل وصولهم للحكم.
يوجد الآن قاسم مشترك بين المتظاهرين اليهود والفلسطينيون. اليهود يتظاهرون ضد قوانين للحكومة والفلسطينيون يتظاهرون ضد قوانين الحكومة العنصرية. المتظاهرون اليهود يتظاهرون لأنهم أحسوا بأن حكومة المتطرفين سرقت منهم “الديمقراطية”، والفلسطينيون يتظاهرون لأن الحكومة تسرق ما تبقى من أراضيهم من خلال تكثيف الاستيطان.
المنظمون قالوا في بيان لهم حسب موقع (The Times Of Israel) الرسمي إنه “واجب مدني أن نقاوم الديكتاتورية وهذه هي الطريقة الوحيدة لإعادة إسرائيل إلى طريق الديمقراطية، هذه معركة كبيرة من أجل استقلال المواطنين الإسرائيليين ضد الاستبداد”
اعتراف واضح بأن إسرائيل في ظل الحكومة الحالية هي حكومة ظلم واستبداد بنظر المتظاهرين، ولذلك تظاهروا ضدها. لكن القمع والاستبداد مارسته كل حكومات إسرائيل ضد الفلسطيني وليس الحكومة الحالية فقط، ولم نر متظاهرون يهود بهذا الشكل يقفون إلى جانب الفلسطيني ضد الاحتلال والعنصرية. “يهود إسرائيل” شعروا الآن بأن ظلماً ما وصلهم، في وقت يشعر فيه الفلسطيني بكل أنواع الظلم منذ عشرات السنوات من يهود حكومات إسرائيل.
وأخيرا…
المتظاهرون اليهود اعترفوا بأن اسرائيل الحالية هي دكتاتورية من خلال إعلانهم عن تسمية هذا اليوم “يوم التشويشات الوطني لمقاومة الدكتاتورية”، وبذلك لم تعد إسرائيل (كما يدعون) الدولة الوحيدة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط بل أصبحت إحدى الدول الديكتاتورية في هذه المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة