هنا في إسرائيل دم الفلسطيني مباح

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 03/02/23 | 14:22

خلال زيارة رسمية لي لأثيوبيا ضمن وفد صحفي في منتصف ثمانينات القرن الماضي، تضمن برنامج الزيارة حضور حفلة زفاف في أحد أرياف أثيوبيا النائية. وكم تفاجأت بالشرط المفروض على الشخص ليكون شيخاً للقبيلة في تلك المنطقة. والشرط كما سمعناه من المرافق، هو أن يقوم الراغب في زعامة القبيلة بقتل كائن مفترس أو كائن بشري، مع البرهان على ذلك.

وأعتقد بأن هذا ينطبق على كل من يترشح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية. صحيح أن الشرط ليس موجودا في قوانين دولة الاحتلال ولكن أحد الأمور التي يفتخر بها كل من يجلس على كرسي رئاسة الحكومة هو إعلانه عما فعله ضد الفلسطينيين ليكسب ود القبيلة اليمينية ليصبح زعيماً. هذه الحالة لا تخفى على أحد وما يجري في أدغال أفريقيا (شرطاً)، يمارس في إسرائيل بدون شرط، لكن بصورة عنصرية قمعية لفئة من البشر والبرهان واضح للعيان. فليأتي افارقة الريف الأثيوبي لزيارة دولة قانون القومية ويتعلموا منها كيفية اصطياد الكائنات البشرية.

المنافسة في إسرائيل على الزعامة ليس من ضمنها قتل حيوان مفترس، لأن حيواناتهم يمنع المساس بها قانونا، وهناك جمعيات عديدة للدفاع عنها. لكن الدم الفلسطيني هو دم مباح، وأصبح هذا الدم نقطة تنافس بين الساسة للوصول الى الحكم، وكل شيء مباح ارهاباً وقتلاً واغتيالاً. عندما يتعلق الأمر بالفلسطيني فالدم الفلسطيني يجمعهم لا فرق بين ما يسمى يسار ويمين أو يسار وسط أو يسار دائري أو نصف دائري، فكل الأشكال تزول أمام هدر الدم الفلسطيني.
هنا في “إسرائيل الديمقراطية” يحق لليهودي ما لا يحق لغير اليهودي أي الفلسطيني. هم يفصّلون قوانين حسب قياس اليهودي فقط وليس حسب قياس المواطن. اليهودي مسموح له امتلاك السلاح ليقتل الفلسطيني، الذي لا يسمح له في “دولة أحفاد الناجين من النازية” حتى حمل عصا. فاليهودي بنظرهم يدافع عن نفسه عندما يقتل ويدافع عن نفسه عندما يقوم بحرق مزروعات وقطع أشجار الزيتون الفلسطيني، لكن الفلسطيني متهم بالإرهاب عندما يحمل سكيناً صغيرة لتقشير برتقالة أو تفاحة. وفي حالة قتل الفلسطيني وما أكثرها من حالات، لا يتعرض القاتل للمساءلة وإن تعرض فإنه يلقى حكما على قاعدة “مكافأة” وليس على قاعدة “محاكمة”.

هنا في إسرائيل التي يصفونها زوراً وبهتاناً بأنها” بلد الديمقراطية الوحيد في الشرق الأوسط” يوجد كل ما يشتهي أعداء الفلسطينيين: رغبة جامحة للقتل، ممارسة الإرهاب والتدمير والحروب، وصد كل محاولة تستهدف صنع سلام. هنا في إسرائيل تجد احتلال الأراضي الفلسطينية وكراهية العرب، واستباحة المقدسات الإسلامية وانتهاك حقوق الانسان الفلسطيني ورفض الاعتراف بها. هنا في إسرائيل، ينتهكون قرارات الشرعية الدولية.

هنا في إسرائيل. يقولون لا يوجد شريك فلسطيني وهم يلتقون مع الشريك بين فترة وأخرى. هنا في اسرائيل يراوغون ويخادعون. يشاركون في مؤتمرات سلام لكنهم لا يرغبون فيه ويتهربون من تحقيقه، ومشاركتهم مثل حبوب التخدير والتهدئة ليس أكثر. فماذا حصل منذ “مؤتمر مدريد” و”خريطة الطريق” و”حلِّ الدولتين” ومؤتمر “واي ريفر” و “أنابوليس”؟

وأخيرا…
النداءات الموجهة لليهود بمغادرة إسرائيل، وقيام بعض اليهود بسحب أموالهم من البنك المركزي، يدل على أن القادم أعظم. فهل اقتربت نهاية إسرائيل كما يقول الباحث الاسرائيلي البروفيسور دانيال كانمان الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة