ماذا بعد التهديد بقطع الألسن القتل مثلاً ؟

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 03/11/22 | 13:21

تعرفت عن قرب على الكثير من القادة الفلسطينيين في الداخل والخارج والسلطة الفلسطينية، وغيرهم أيضاً من قادة الصف الثاني، كما تعرفت أيضاً على قادة سياسيين من دول عربية وغير عربية، وذلك بحكم مهنتي الإعلامية منذ عقود من الزمن. لكني لم أسمع ولم أقرأ شيئاً في السابق عن رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية الشّيخ صفوت فريج. حاولت البحث في محرك جوجل عن شخصيته فلم أجد شيئاً مهماً ملموسا سور بضعة روابط يتيمة حول انتخابه رئيساً للحركة الإسلامية الجنوبية، التي شاركت في الائتلاف الحكومي السابق يزعامة الثنائي (بينيت و لابيد).

هذا الشيخ يبدو انه عصبي المزاج وبوجد مسافة بينه وبين الدبلوماسية، والفرق شاسع بينه وبين سلفه الشيخ حماد دعابس، الذي لم أتعرف عليه عن قرب بحكم البعد السياسي بيني وبين حركته الجنوبية، لكني سمعت عن طيبة خلقه وسعة ورحابة صدره طيلة 12 عاماً من رئاسته للحركة، وقرأت بعض تصريحات له كانت عقلانية. الرئيس الجديد للحركة الإسلامية الجنوبية،فريج، الموجود “في القصر من مبارح العصر” فاجأنا بتصريحات هجومية نارية تهديدية. ويبدو أن هذا الشيخ “حمش” كما يقولون بالعامية. فقد جاء في خبر نشره موقع العرب امس الأربعاء أن فريج “وجه انتقادات لاذعة لمن هاجموا القائمة العربيّة الموحّدة والدّكتور منصور عبّاس، وأنه سيقطع لسان كل من يمس بهم”. وجاء في الخبر نقلا عنه: ” آن الأوان أن نقول ان كلّ من تطاول على القائمة العربيّة الموحدة وعلى الدّكتور منصور عبّاس، أن يقف عند حده ويضع حدًا للسانه أيضًا،”

هذا يعني أن الشيخ “الحمش” صفوت فريج كأني به يقول لأصحاب الرأي الآخر” انتبهوا لأقوالكم وإلاً” وهو الذي طالب الذين ينتقدون الحركة “أن يخجلوا من نفسهم وإعادة حساباتهم .” لماذا يا شيخ صفوت؟ “لأنهم يشككون بوطنيّة القائمة الموحدة وانتمائها الدّيني” حسب رأيه. يعني يستنتج من تصريحات فريج أنه لا يؤمن يأن الاختلاف في الرأي لا يفسد الود، وأنه كان في منتهى الوضوح عندما قال بكل أريحية: ” لا نريد معاتبة أحد الآن، لكن بحال تم اتهامنا بالتخوين مرة أخرى لن نصمت، ومن يفتح فمه ضد القائمة الموحدة سنقطع لسانه”.

برافو عليك يا شيخ ” يا هيك تكون الأخلاق يا بلا”. من المفترض دينيا وأخلاقيا أن يكون رئيس فصيل إسلامي على قدر كبير من رحابة الصدر ويتقبل الرأي الآخر حنى لو كان هجوميا. ألم تقرأ أيها الشيخ كونك الرجل الأول في حركتك الإسلامية، التي أنجبت خمسة أعضاء في الكنيست الصهيوني، عن تعامل الرسول الكريم بالود والإحسان مع أعدائه؟ من المؤكد لا، أو أنك على الآكثر تتجاهل ما قرأت.

الشيخ فريج يريد إسكات الرأي الآخر بالقوة. يعني استخدام أـسلوب الترهيب في التعامل مع الآخرين، وليس حسب القرآن الكريم دستور المسلمين الذين يعتبر فريج واحداً متهم. تصريح رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية يصب في خانة الإرهاب الذي هو صفة للدكتاتوريين والحكام قامعي الحريات والرأي الآخر. وإلا ماذا يعني التهديد بقطع لسان من ينتقد منصور عباس وحركته الجنوبية؟ والسؤال المطروح: ماذا بعد التهديد بقطع الألسن، هل القتل مثلاً؟ يا ريت يجاوب الشيخ فريج على السؤال. طبعا إذا استطاع.

وأخيراً ,,,
المفترض بكل رئيس حركة إسلامية أن يستخدم أسلوب التقريب والتسامح ورحابة الصدر والابتسامة الدائمة تماما كما يتصرف شيخ الأقصى أطال الله بعمره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة