نصيحة لمدير العام الجديد لوزارة التربية والتعليم

تاريخ النشر: 06/07/20 | 18:20

سلسة مقالات: ” التعليم نحو الافضل ”
الأستاذ احمد محاجنه – محاضر في التقويم البديل، البيداغوجيا الحديثة ومستشار تنظيمي، مختص في N.L.P.

منذ ثمانينيات القرن الماضي شاهدنا تغييرات سريعة في راس الهرم في وزارة المعارف شملت مديرين عاميين، ومسؤولين كبار بشتى مسمياتهم وآرائهم السياسية المختلفة والذين اختلفت الرؤى المستقبلية عندهم اتجاه الطالب الإسرائيلي فتارة نرى الاهتمام والتركيز على النتائج وتارة الاهتمام بالأسلوب تحت عناوين جذابة في الصحف والمواقع المختلفة والتي كانت سببا لاستقالة مديري عاميين في الوزارة لاختلاف رؤيتهم عن رؤية الوزير في أحيانا كثيرة.
ان الهدف في ظاهره إيجابي لكن فحواه سلبي فمثلا نتائج الامتحانات الدولية بمسمياتها الرنانة تميزت بوتيرة تنازلية، ان احد الأسباب للظاهرة هو دسم المهنيين والاكاديميين المهمشين , ولان سيرورة اتخاذ القرارات تكون وفق اراء شخصية / سياسية للمسؤولين والتي أدت لضربة قاضية ارتداداتها وصلت حتى أجيال متعاقبة .
رغم التعديلات وترتيب الأوراق الدوري وتحديث استراتيجيات العمل وفق معايير أوروبية تارة وامريكية تارة أخرى لنرتقي بمكانة وهيبة الوزارة، الا ان ملامستنا للواقع أظهرت ان وزارة المالية هي صاحبة القرار الأقوى فهي مصدر رصد وضخ الميزانيات للمجالس والبلديات مما أدى لفروق شاسعة في توزيع الموارد واستغلالها في وسطنا العربي ,على رغم من محاولة الكثيرين من المسؤولين في وسطنا العربي بدفع العجلة نحو الامام الى انهم يصطدمون بحواجز ” اليد العليا”.
ان جهاز التربية والتعليم “العربي” في مواضع كثيرة نراه مكبل اليدين فهل الشماعة لذلك هي قلة المعرفة , جهل بإدارة الموارد, الافتقار للمهنيين , رهبة المسؤول الأقوى , قلة الخطط المستقبلية والبرامج المعدة هل اصبح كل منا يغرد وفق سرب خاص به لتحقيق ماربه الشخصية ضارباَ بعرض الحائط مستقبل اولادنا ؟
رغم وجود نوايا حسنة تتبعها الوزارة في رفع وتلميع صورتها في الأطر العالمية، كما يجب على الوزارة ان تكون السهام المارقة موجه نحو اهداف جوهرية تعم بالفائدة الكبرى لوسطنا العربي وبمؤازرة كوكبة من المختصين، الباحثين والأكاديميين في مجالاتهم المتنوعة من داخل الجهاز مع افضلية من خارج الجهاز حيث طاقات التغيير الإيجابية تنصب في مواضعها المناسبة والسليمة كما هو الحال في الوسطين الروسي والاثيوبي.
أقول للمدير العام الجديد, ان الاستثمار في الإنسان بحاجة إلى نهضة في التنمية المستدامة واجتماعية، لينعكس ذلك في تمكين الموارد البشرية لتنخرط في محيطها العالمي وينافس في جميع المجالات ومواكبة جميع التطورات التي يشهدها العالم في ظل اقتصاد المعرفة وتحديات العولمة، وذلك للوصول إلى أعلى مستويات التعليم، فإصلاح التعليم يحتاج إلى عملية شمولية في كافة مجالاته للتركيز على نوعية وجودة التعليم؛ لذلك اتجهت بعض الدول لإدخال نظام الجودة في التعليم في السعي لإصلاح منظومتها التربوية، فجودة التعليم منظومة إدارية يعتمد على توظيف البيانات الخاصة بالعاملين بهدف استثمار طاقاتهم الفكرية بهدف تحسين أداء المؤسسة التابعين لها، وفي مجال التربية، هي المعايير التي تتخذها المؤسسة التعليمية لرفع المنتج التعليمي بشكل مستمر ضمن مواصفات وخصائص متوقعة ومرضية.
أقول للمدير العام الجديد، ان يستلزم تطبيق معايير الجودة الشاملة في التعليم ما يلي: الارتقاء بجودة التعليم بتحديد المستوى الملائم للمعايير في جميع الأنظمة التربوية ومكوناتها التعليمية، بتحديد رؤية واضحة للمدخلات والمخرجات بهدف تحقيق الأهداف المرجوة. توافر المسؤولية الكاملة عن نظام الجودة لمراقبتها والتحكّم بها والتأكد من تحقيقها وتوافر المواصفات المحددة لها. إمكانية تحقيق الأهداف في كافة مجالات التربية والتعليم. إيجاد البيئة المناسبة المشجعة على تطبيق الجودة الشاملة. المحافظة على المستوى التعليمي الذي وصل إليه الطلبة بمتابعة تقييمهم بشكل مستمر.
تسعى المؤسسات التعليمية للحفاظ على جودة التعليم فيها، لاستغلال أمثل للموارد البشرية المنتمية إليها، ويتم ذلك بتنظيم بيئة قابلة للتطور باستمرار والعمل مع المحافظة عليهما معًا، وتطوير المهارات والمعارف والقدارات للطلبة، بهدف تطوير المؤسسة التعليمية معتمدة على تحسين معايير الجودة فيها، وقد يتم ذلك بتطبيق نظام المساءلة الذاتية والمراجعة الذاتية لتحقيق فلسفة المساءلة الإدارية.
أقول للمدير العام الجديد، تطوير محتوى المناهج الدراسية
يعدّ تطوير المناهج الدراسية وسيلة لتطوير عملية التعليم على جميع المستويات، بدءاً من المرحلة المبكرة، ووصولاً إلى المرحلة الثانوية، من خلال التسلسل المعرفي الذي يشهده الطالب، واكتساب المهارات المطلوبة حسب المرحلة. مما يوجب وجود فرق متخصصة لتطوير المناهج باستمرار. فيلاحَظُ التركيز على المهارات الحركية ومهارتيّ الكتابة، والقراءة، في المراحل المبكرة. أما في المراحل الابتدائية، والثانوية فتولى المهارات الأكاديمية كالرياضيات، والعلوم، والعلوم الإنسانية، حيِّز الأهمية. أضف إلى ذلك أن الدقة في وضع الاختبارات المناسبة التي تساعد في عملية التقييم، ومعرفة مدى وصول المعرفة للطلاب أيضاً أمر مهم في عملية تطوير المنهاج الدراسي.
أقول للمدير العام الجديد ,الاهتمام بالمدارس:
يعتبر موقع المدرسة، وإعداد الجو المناسب للدراسة فيها أمران مهمان في تطوير العملية التعليمة، وتسهيل سيرها بالشكل الصحيح، لما يلعبانه من دور مهم في استقبال المعرفة التي يتلقاها الطالب بشكل صحيح، فيجب الحرص على بناء هذه المدارس في أماكن بعيدة عن الضجيج، بالإضافة إلى توفير الإضاءة، والتهوية الجيدة، والمرافق المفيدة فيها مثل: المكتبات، والمراحيض، والملاعب، والغرف الصفية الواسعة، والمساحات الخاصة بالمعلمين والإدارة. مما ينعكس إيجاباً على العملية التعليمية.

أقول للمدير العام الجديد، الاختيار الجيد للمعلمين:
يعتبر المعلم أساس العملية التعليمية، مما يستلزم توافر عدة صفات فيه؛ للحفاظ على مستوى العملية وجودة سيرها، وهذه بعض منها
الاعداد تهيئة المعلم الجديد: اعداد معلم يبدا منذ التحاقه بكليات او جامعات لأعداد المعلمين وفق خطط وبرامج تتم بالمهنية العالية والجودة في انتاج خامات من المعلمين الاكفاء في جميع التخصصات العلمية وتطوير الشخصية من خلال برامج دمج في التنمية البشرية والصفات القيادية التي تتبلور خلال فترة الدراسة.
الالتزام: من الضروري أن يشعر المعلم بالمسؤولية في إيصال المعارف وتطويرها، عند تقديمها للطلبة. القدرة على التنظيم: من خلال التخطيط للدورة، أو الفصل الدراسي بالكامل قبل بدايته، وتنظيم الدروس وإعطائها المدة الزمنية الكافية. العدل: ويكمن في معاملة الطلاب بمساواة دون تحيز لأيّ فئة، وإعطائهم فرصة اتخاذ بعض القرارات بأنفسهم. القدرة على السرد القصصي: مهارة السرد القصصي من أفضل المهارات التي تزيد مشاركة الطلاب وترفع مستوى تفاعلهم، مما يحقق استفادة عالية من الأفكار، والمعارف المطروحة على اختلاف المادة المقدمة الانفتاح: يجب على المعلم امتلاك مهاراه إدارة النقاش، والحوار، والقدرة على الإجابة على تساؤلات الطلبة بأمانة وكفاية. الابتكار: أن يكون لدى المعلم القدرة على الابتكار، وتجربة أشياء جديدة بطرق مختلفة، مثل: استخدام تكنولوجيا المعلومات، والاتصال والأجهزة الإلكترونية الحديثة.
أقول للمدير العام الجديد ,استخدام التقنيات الحديثة في التدريس:
أتاحت التكنولوجيا الحديثة فرصاً تعليمية واسعة استفاد منها الطلاب، والمعلمون من خلال دمجها في الغرف الصفية، واستخدام الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة الكومبيوتر، والهواتف الذكية، والألواح الرقمية الذكية فازداد اهتمام الطلاب بالتعليم، وارتفع مستوى تفاعلهم. كما ساعدت هذه التقنيات أيضاً في نمو التعليم في البلدان النامية، من خلال التعلم عن بُعد، أو من خلال الاشتراك في الدورات التعليمة المتقدمة.
أخيرا, أوجه كلمتي للمدير العام الجديد انه يجب تبني سياسة التفضيل المصحح للوسط العربي وفق ما ذكر أعلاه وفي جوانبه الكثيرة ومسمياته الأسمى حيث يتوجب عليك وايانا رص الصفوف، وتقوية الحلقات بين ممثلي لجان الإباء مع جهاز التربية والتعليم والاهم تقوية الحلقة بين السلطات المحلية العربية وأعضاء الكنيست العرب وبين راس الهرم في وزارة التربية والتعليم بشكل خاص والحكومة بشكل عام والا سيكون مصيرك كمصير الذين سبقوك كرت احمر وستكون جهودك المحدودة في مزبلة التاريخ لذلك لتكن الكرت الأصفر كتحذير وانذار انه توجد اقلية عربية تتعطش لبرامج رقمية نوعية كاليابان , هولندا وتمتاز في صهر العنف المتفشي في مجتمعنا العربي نحو امل مشرق لأولادنا.
نتمنى ان تكون عند حسن توقعات المجتمع العربي كافة حيث تتجلى ذلك في المشارع والخطط الاستراتيجية المستقبلية التي تصب في خدمة أولادنا فلذات اكبادنا لان مستقبلهم المنتظر هو رهينة لمستوى جودة ورقي التعليم في مدارسنا العربية التي تدعهما الوزارة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة