المحامي رياض مصاروة: شجب واستنكار

تاريخ النشر: 05/05/14 | 19:04

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته….في الامس سمعت الاغاني والطبول تدق وتعلى الى السماء والهواء الطلق فسألت ماذا جرى وما المناسبة فقالوا ولد لفلان ولد وهذا البكر ولعلان ولدت بنت فقلت لنفسي يا لها من لحظة جميلة الشعور بالامومة والابوة، لحظة لا توصف بالفرحة والسرور والاجمل من ذالك ان نربي ونتابع فلذات اكبادنا يوم بعد يوم ولحظة تلو الاخري، وبالذات عندما نسمع تلك الابرياء ينطقون الكلام الجميل.
وتمر الايام وانا امر من ذالك المكان واذا بصراخ وعويل يضج من تلك البيوت فسمعت الاهالي يبكون ويشتمون كل من ابنه وابنتهم فسألت “يا ساتر” ماذا يجري هنا في هذه البيوت فقيل اكتشف الاهل ان الولد والبنت على علاقة والان كلاهما -الاولاد- يتحدون الجميع ويهربون من البيوت لنصرة صداقتهما محاولان التحدي مهما يكن لانقاذ مشوارهما الغرامي.
فسألت بعض الحضور ماذا يعمل الاهل فقيل الاب الاول تاجر ومن اكبر التجار وقضى وقته في جمع المال والسفر من الشرق الى الغرب حتى استقر للعمل بالصين اما والد البنت متوفى منذ سنين والام تعمل وتكد ليل نهار من اجل اطفالها حتي اهلكها الزمن واصبحت عجوز قبل فوات الاوان، فقلت لنفسي يا لها من حياة قاسية ومرة كيف يمكن العيش هكذا ومتى تستريح الام من المشقة.
فتقدمت واذ بالاب يبكي بأعلى صوته فقلت له لماذا تبكي فقال جمعت المال من اجل ابنائي وفلذات اكبادي حتي ينعموا بتلك الحياة فأنا -الاب- حرمت من كل شيء بسبب الظروف ولم اقبل ذالك لابنائي بل اردت لهم النعيم ولكن للاسف كان جزائي الدمار، اما الابن الاول توفي وهو سكران في ملهى ليلي واما البنت مريضة وكل مالي لم استطع توفير الشفاء لها حتي في افخم المستشفيات واما الولد الاصغر ترك التعليم وتعرف على بنت الجيران وراسلها عن طريق الانترنيت وأوهمها بالزواج وقال لها بأنه رجل اعمال عريق.
واذ بالام تصرخ وتقول يا رب ارحمني ماذا عملت؟ عملت جاهدة من اجل ابنائي هل هذا جزائي بنتي تبيع شرفها وعرضنها لذالك السافل الذي كذب عليها واغرمها بكلامه وفلوسه وبعد ان حصل على ما حصل اصبح يقول لها هي جارية وقذرة ليست من مستواه.
يا رب ماذا يجري بهذا الكون من الظالم الكون ام الحيوانات التي تدب على هذا الكون؟؟
اخوتي واخواتي بالله عليكم ماذا يجري في مجتمعنا الطيب العريق بأصالته وكرمه- فقد اجتاح السلف الصالح من الشرق الى الغرب حتي المحيطات.
ماذا يجري لامة محمد (صلعم) كان الغرب سابقا يعملون الف حساب للمسلمين – يتكلمون في الصباح والمساء عن عظمة امة محمد للاسف اصبحنا ننتهك الاعراض ونقول هذا شيء طبيعي، اصبحنا نقنع انفسنا بأننا لا نعيش بدولة اسلامية اذا نحن مستضعفين، اصبحنا اذلاء للمال والعقارات والجاه وحب الشهوات حتي ولو على حساب مخالفة قوانين الله عز وجل تحت راية ان الله غفور رحيم، نكذب ونسرق ونحلف اليمين الكاذب ونفضح عوراتنا وننتهك اعراضنا ونصلي في نفس الوقت وكل ذالك تحت راية ان الله غفور رحيم.
ايها الاباء والامهات اولادكم امانة سوف تسألون عن تلك الامانة ماذا اسميتموهم ثم عن التربيه ثم عن الستر والعفاف، فكلما استخففنا بأوامر الله لا ينظر الله علينا

(( عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))

عن النبي – عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله

الكثير ثم الكثير من الايات والاحاديث النبوية التي تتكلم عن الاخلاق عن التربية وعن…. حتى ستر العورات
بالله عليكم هل صنع الجوال من اجل عرض وفضح اعراض المسلمين ام من اجل المساعدة والتطور الفكري
يا معشر الشباب هل الشاب الاجنبي يفعل ماذا نعمل اليوم ونحن نسمى بمسلمين والله لو كان محمد بيننا لما صلى علينا ( لان صلاة الحبيب شفاعة لنا بأذنه تعا لى – ما اكبر تتلك الجائزه العظيمه )
اين نحن من ذالك – اين الامهات الغافلات عن تربية البنات بالذات اين نحن من قول الحق والصدق والامانة اصبحنا والعياذ بالله في زمان يخون الامين ويصدق ويأتمن الخائن الى متى سنبقى كأفراد ثم جماعات ثم مجتمع في سبات عميق نخاف من الحق وننصر الباطل من اجل منصب ووظيفه وووو تحت راية ان الله غفور رحيم
ان ما حدث في هذا البلد الطيب للاسف ليس بجديد او بعيد عن الدول والمجتمع العربي – كم منا للاسف سافر الى الخارج واسرف من ماله على الهوا والشيطان باحثا عن معصية الله وانتهاك المحرمات.
الى جميع الاهالى والاباء ثم الامهات ثم الامهات ثم الامهات استغفروا الله في اقوالكم وافعالكم وانا اولكم وعودوا الى الله تاءبين ان شاء الله نعمل جاهدين حرصنا على ديننا ثم عرضنا ثم ارضنا

واخيرا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين

من الاخ المحام رياض مصاروه

‫4 تعليقات

  1. للاسف هذا واقع مرير… اللهم اعز الاسلام والمسلمين .. كلام جميل بارك الله بك

  2. للاسف الشديد هذااا واقع ولا يمكن ان نبدله يا عمي…عجبني الاشي كلام جميل

  3. نعم نحن في اخر الزمان نحن الامهات سنسأل عن بناتنا وابنائنا نعم انها لغفله الامهات افيقو ايها المسلمون بالله عليكم حاسبو انفسكم قبل ان تحاسبو

  4. السلام عليكم كثير من الاشياء نحاول ان نتجاهلها ولكن هي واقع علينا ان نؤمن به ومن هذه الاشياء هو التربيه فان ما قيل في هذا المقال صحيح وقيم ولكن اين نحن من التطبيق هل نطبق ما نقول وهل نسعى لتغير انفسنا اذا ما قرانا ا م انه حبر على ورق كيف يمكن ان نغير دون ان نبدا بانفسنا هل نحن فعلا نقوم بما امرنا به الله ونطبق سنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم كلنا نؤمن بالله ولكن هل نطبق ما امرنا به لنبدا في اول امر بعد عبادة الله وهو الوالدين هل منا من يقوم بزيارة والديه ويعطيهم من وقته ما يقضيه مع اصحابه هل منا من يصل رحمه كما يصل اصحابه ؟؟؟؟؟ والاسئله كثيره والتغير حتما علينا ان نبدا به من البدايه لنطبق امر الله والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون ندعو الله ان يردنا الى ديننا مردا حسنا وان نحاسب انفسنا قبل ان يدركنا الوقت لنقرا كتاب الله ونعمل بها لا يكفي ان نقول بل علينا العمل بما نقول ارجو التوفيق للجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة