“الرجل”.. كائن لايخطىء في مجتمعنا!
تاريخ النشر: 22/04/14 | 19:00في كل مجتمع وبيئة يوجد تفسير لمعنى “الرجولة” وفقاً لما تربى عليه كل شخص في ذلك المجتمع، وبقدر ما يقوم به من التصرفات يُحكم عليه بأنه رجل كامل أو ناقص.
فبعض الفئات في مجتمعنا ترى أن الرجولة انحصرت في تصرفات وأساليب معينة، وأصبحت تنتقد كل من يخالفها، بل وتشهر به بأنه ليس كفئاً لمجالستهم ومصاحبتهم، ومنها: “كلما كنت وقحاً في ألفاظك رافعاً صوتك .. فأنت رجل!” ، “كلما كنت غير مهتم بلبسك ونظافتك .. فأنت رجل!”، “كلما وقفت مع صاحبك في الباطل قبل الخير .. فأنت رجل!”، “كلما كنت كذاباً تستطيع أن تحتال .. فأنت رجل!”، “كلما كنت مسرعاً في قيادتك للسيارة ومتجاوزاً الآخرين .. فأنت رجل!”، “كلما أهنت أحد العمال وقلت له: “أصرف على عشرة من أمثالك .. فأنت رجل!”، “كلما حرمت أهلك من الخروج للتنزه مثلهم مثل غيرهم .. فأنت رجل!”، “كلما حصلت على مالٍ بطرق ملتوية .. فأنت رجل!”، “كلما ضربت زوجتك وكسرت عينها .. فأنت رجل!”، “كلما كنت في رتبة أقل من غيرك .. فأنت رجل!”، “كلما أخذت حقوقك بيدك .. فأنت رجل!”.
الأمر الذي يضعنا أمام سؤال هام، وهو: ما هي الرجولة؟ ولماذا تدهور مفهومها في مجتمعنا حتى وصل هذا الحد الذي أصبحت فيه النساء حين يُسألن عن فارس أحلامهن يقلن: “أن يكون رجلاً بمعنى الكلمة”؟
ويقول مستشاري أسري مختص : ” لا ننكر أن من معالم الرجولة مكارم الأخلاق وطيب القلب، وهي صفات يشترك فيها المسلم مع غيره، ولكنها لا تنفع يوم القيامة من دون إيمان حقيقي. من ذلك يتبين لنا أن الرجولة قائمة على قسمين، وهما: قسم تحت الأقدام، وهذا القسم أغلب الذكور عليه؛ لأنهم رضوا بأن يبقوا في الوحل لا يهمهم إلا بطونهم ومزاجهم نسأل الله لهم الهداية، ومسكينة تلك الأسرة التي ستقع بين يدي أحدهم، فحتماً سوف يسحبها للوحل معه؛ لأنه لن يراعي فيها ربه ولا خلقه ولا دينه. أما القسم الثاني فهو قسم فوق النجوم، وهم كالنجوم الساطعة تهدي إلى طريق الله بالكلمة الطيبة والعمل الصالح، ولا يحتاجون إلا إلى الأمور الخمسة التي وصف الله بها الرجولة، فمكارم الأخلاق ستكون سجيتهم، وليس بالضرورة أن يكون صاحب لحية طويلة؛ لأن الدين قلب نابض عامر بذكر الله، وليس قالباً لا يعرف من الدين إلا ما يتوافق مع مزاجه ورغباته”.
شيماء ابراهيم الرياض