فعلها نتنياهو وهاجم ايران
الإعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 15/06/25 | 12:56
وأخيراً فعلها نتنياهو ونفذ تهديداته بضرب إيران. هم يقولون ان نتنياهو فعلها وحيداً بدون مساعدة أمريكية، لكن المنطق يؤكد استحالة قيام نتنياهو بهذه الضربة الشاملة بدون ضوء أخضر أمريكي نظراً لحجمها وأهدافها. الضربة هذه المرة لم تكن كسابقتها في العام الماضي بل أكثر قوة واستمرارا. الضربة الماضية كانت محدودة: ضربوا وعادوا وهذه المرة نحن أمام حرب. إسرائيل توجه ضرباتها على مناطق مختلفة في ايران بدأتها فجر الجمعة الماضي ولا تزال مستمرة فيها بقوة دون تحديد المدة الزمنية لها.
الضربة الإسرائيلية لإيران وبالتحديد لمنشآت نووية ومقرات لصواريخ بالستية وغيرها، هي ضربة نوعية استراتيجية بامتياز فاجأت ملالي إيران لدرجة أنها شلت (الى حد كبير) قدرة الرد عليها ايرانياً. وكان من المفترض، على ذمة المعلومات المتوفرة، أن ترد ايران بإطلاق ألف صاروخ بالستي دفعة واحدة ، لكن وبسبب الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على مقرات الصواريخ لم تتمكن ايران من ذلك.
الأمر الملفت للنظر في الهجوم الاسرائيلي ان هذه العملية وحسب بعض المحللين، كانت مركّبة بين نشاط داخل إيران لشبكات تابعة لإسرائيل إلى جانب هجوم المقاتلات الحربية والصواريخ على كلّ المساحة الجغرافية لإيران البالغة نحو مليون وستمئة ألف كيلومتر مربّع. هذا يعني أن إسرائيل نجحت في إنشاء قواعد داخل الأراضي الإيرانية وهو تفسير منطقي لنوعية الضربات الموجهة لمباني في العاصمة الإيرانية طهران، والتي أدّت إلى اغتيال عدد من القيادات العسكرية داخل منازلهم.
ويرى محللون آخرون أنّ الجزء الأساسي من الهجوم الإسرائيلي انطلق من داخل الأراضي الإيرانية، وقامت به عناصر بشريّة تعمل للأجهزة الإسرائيلية، وهذه العمليّة تشبه عملية اغتيال إسماعيل هنيّة في طهران قبل نحو عشرة أشهر. سمعنا بعض كبار المسؤولين الإيرانيين يصرح “بأن أبواب جهنم انفتحت لإسرائيل” لكن ما رأيناه هو العكس تماما. فحسب المعطيات المتوفرة، فإن أبواب جهنم تم فتحها للإيراني وليس للاسرائيلي بدليل حجم الخسائر الايرانية في العتاد والتدمير والقيادات.
لكن، ماذا بعد؟ بمعنى كيف ستكون النتيجة؟ هل تستسلم إيران للأمر الواقع وتعلن رسمياً عن وقف برنامجها النووي وعدم العودة اليه بتاتاً، أم انها ستبقى مستمرة في حربها؟ محللون يرون ان الأمر الآن يتوقف على استئناف المحادثات الايرانية الأمريكية حول النووي الإيراني. الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتّحدة، كانت مقرّرة اليوم الأحد في سلطنة عملن. وواضح حسب النتائج الأولية للمشهد الآني للحرب الدائرة فإن ترامب يريد ابتزاز ايران الى حد كبير من خلال مشاركتها في مفاوضات تحت النار ودفعها للقبول باتفاق حسب التفصيل الأمريكي والشروط الأمريكية، لكن ايران اختارت رفض الجولة الجديدة.
وأخيراً…
غزة وحسب مسؤول عسكري إسرائيلي أصبحت ساحة قتال ثانوية حالياً في حسابات الجيش، يعني الأسرى لم تعد لهم الأولوية. إسرائيل تقاتل حماس منذ أكثر من عشرين شهرا ولم تحقق أهدافها بعد، والآن جاء دور حرب نتنياهو على ايران ولا نعرف الى متى