وقفة مع خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس التاريخي
تاريخ النشر: 29/09/11 | 3:12بقلم شاكر فريد حسن
اجمع الساسة والمراقبون والمحللون السياسيون ورجالات الصحافة والاعلام ، ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تألق في خطابه ، الذي القاه مساء يوم الجمعة الماضي امام الهيئة العامة للامم المتحدة . وان هذا الخطاب هو خطاب تاريخي وسياسي وعقلاني وقوي وجلي وواضح كالشمس ، من حيث مضمونه ودلالاته واسلوبه ، ولا لبس فيه او تراجع قيد انملة عن الثوابت والمرتكزات الوطنية الفلسطينية ، التي نصت عليها مقررات المجالس الوطنية الفلسطينية . علاوة على كونه احد اهم خطابين في التاريخ الفلسطيني الحديث ، هو وخطاب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في اروقة الامم المتحدة سنة 1974.
ولا جدال ان ابا مازن بخطابه التاريخي هذا اعاد القضية الفلسطينية الى مركز الصدارة ومسارها الصحيح في الاجندة والمحافل الدولية .
لقد توقف ابو مازن في خطابه عند محطات مهمة ومفصلية في الرواية التاريخية الفلسطينية منذ النكبة وحتى يومنا هذا. وكشف حقيقة المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة، متهماً قادتها بالتعنت والمراوغة وعدم الجدية والتعاطي مع الحل السلمي العادل لقضية الشعب الفلسطيني ، مؤكداً ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تعثرت واخفقت ولم تحقق شيئاً ملموساً منذ انطلاقتها قبل 18 عاماً ، وان اسرائيل من خلال المماطلة والتسويف تسعى الى عرقلة جهود السلام واطالة عمر الاحتلال وتخليده وتكريس الاستيطان في المناطق الفلسطينية .
وفي الواقع ان خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس حرك الشارع الفلسطيني واثار من جديد التأييد السياسي لهذا الخطاب ، لما تضمنه من تمسك بالثوابت الفلسطينية وبالحق المشروع للشعب الفلسطيني باقامة دولته الحرة المستقلة . وقد تجلى هذا التأييد خلال الاستقبال الحار والحافل لابي مازن في شوارع رام اللـه والمحافظات الفلسطينية الاخرى فور عودته الى ارض الوطن.
ومع تأييدنا المطلق لمضمون الخطاب التاريخي للرئيس الفلسطيني محمود عباس ، الذي داعب الحلم الوردي الفلسطيني بالحرية والاستقلال ، واحرج الرئيسين الامريكي والاسرائيلي ، اوباما ونتنياهو ، وحشرهما في الزاوية ، والذي اضاء شمعة الدولة الفلسطينية ، فان المهمة الآن والعاجلة هو حشد التأييد الدولي للمطلب الفلسطيني والاسراع في ترجمة اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية بين “فتح” و”حماس” وتوطيد الوحدة واللحمة الفلسطينية في الشارع الفلسطيني . فالوحدة الوطنية هي صمام الامان للوقوف في وجه “الفيتو” الامريكي والضغوطات الدولية والمؤامرات التصفوية ، التي تستهدف النيل من الحق الفلسطيني والمشروع الوطني الفلسطيني .
لا أعتقد أن كل المراقبين والساسة أجمعو على ذلك التألّق !!؟؟
سيعود للتفاوض وتستمر عملية التفاوض إلى أن لا يبقى متر واحد في فلسطين .
هل تعتقد أخ شاكر أنه لو قام السيد ابو مازن بالمرور في طريق عودته على مخيمات الشتات سيلاقي الترحيب والمناصرة ؟؟
نحن مع قيام دولة فلسطين كاملة ورجوع كامل الوطن بدون نقصان , ومن الممكن أن نرضى بقسم منها إلى حين , ولكن بدون الإعتراف بشرعية الإحتلال على باقي الأرض .