دور الاكاديميا الفلسطينية بالنهضة الادبية
تاريخ النشر: 24/09/11 | 7:22كثيراُ ما يدور النقاش في الحلقات والاجندة الثقافية والفكرية حول الهوية الاجتماعية للاكاديميين ودور المثقف السياسيي والاجتماعي في التحولات الجذرية العميقة للمجتمعات المدنية والانسانية .
وفي الحقيقة ان الاكاديميين لا يشكلون طبقة او فئة او شريحة اجتماعية موحدة ، لانهم ينحدرون من مختلف الطبقات والشرائح ، ومن شتى المذاهب والتيارات السياسية والعقائدية الايديولوجية . وبطبيعة الحال يجب الفصل بين الجامعيين او الاكاديميين وبين المثقفين ، فليس كل جامعي مثقف ، وليس كل مثقف جامعي . وهنالك قسم كبير من الجامعيين لا يطالع سوى كتالوجات السيارات وآخر تقليعات البيليفونات والاعلانات التجارية ، ويظنون انفسهم آلهة هبطت من السماء لقيادة المجتمع.
ويلعب الاكاديميون المثقفون دوراً طليعياً ونوعياً هاماً في الحياة الثقافية والادبية داخل مجتمعاتهم . والسؤال : ما مدى مساهمة الاكاديميا الفلسطينية في النهضة الادبية والثقافية تحت حراب الاحتلال ..؟!.
ان المواكب لمسار وتطور ونهوض الحالة الثقافية الفلسطينية منذ احتلال المناطق الفلسطينية عام 1967 وحتى يومنا هذا ، يلحظ ان نسبة ضئيلة من الاكاديميين الفلسطينيين قد انخرطت بشكل واسع في حركة الكتابة والادب والتأليف ، وان لها اسهام فعلي وحقيقي ملموس في اثراء هويتنا الثقافية وثقافتنا الوطنية الفلسطينية، والكثير من هؤلاء الاكاديميين مصاب بالنرجسية والتحجر والتكلس الاكاديمي ويتقاعس عن المشاركة في النهضة الادبية والثقافية الفلسطينية .
ومن نافلة القول ، ان الجامعات الفلسطينية بشكل عام لم تلتحم مع الحركة الثقافية والفكرية ، ومساقات اقسام اللغة والادب العربي في كليات الآداب لم تستوعب سوى قطرات قليلة من هذه الحركة ، وهذه القطرات هي ضمن مساقات التذوق الاختياري الخاضع لمزاجية فردية ـ على حد تعبير الشاعر والاديب الفلسطيني اللامع علي الخليلي.
وما يثير الاسى ان العديد من المسؤولين عن هذه الاقسام ليست لهم اية هموم ادبية ،او اهتمام بالفكر والكتابة والبحث العلمي الاكاديمي.
ومن ابرز الاكاديميين الفلسطينيين من الموتى والاحياء ، الذين ساهموا بابحاثهم ودراساتهم العلمية ومداخلاتهم الادبية في رفد واغناء الحياة الادبية والثقافية الفلسطينية تحت الاحتلال نذكر على سبيل المثال لا الحصر :د. محمود العطشان، د. عيسى ابو شمسية ، د.عبد الرحمن عباد، د. عبد اللطيف عقل، د. عبد اللطيف البرغوثي، د. عادل ابو عمشة، د.ذياب عبوشي ، د.ابراهيم العلم، د. احمد حرب، د عادل الاسطة، د. اماني ابو رحمة،د فيحاء عبد الهادي ،وغيرهم.
ولا شك ان حالة الانحسار الراهنة والتراجع السياسي الفلسطيني اثر على جميع البنى والاطر الفكرية والثقافية وادى الى الهبوط الثقافي والخراب الفكري . وان حالة الاغتراب والاحباط جعلت الكثير من الاكاديميين الفلسطينيين الوقوف على الجدار والهامش وعدم المشاركة في العملية الثقافية والانتاجية الفلسطينية.
اننا في هذه المرحلة العاصفة التي يجتازها شعبنا، بحاجة الى تعميق وعينا النقدي ، ودفع الجامعات الفلسطينية للنزول الى الميدان. وبحاجة ايضاً الى جهود الاكاديميين الفلسطينيين على جبهة الثقافة والفكر والوعي والابداع ، وضرورة ممارسة دورهم النقدي الحقيقي الفعلي في التحول الديمقراطي المنشود ، والارتباط بهموم وقضايا شعبنا ومجتمعنا ، من اجل النهوض بالمشهد الثقافي والادبي الفلسطيني وبناء الوطن الفلسطيني ، ارضاً وهوية وانساناً وتراثاً ، واحداث التحولات الاجتماعية النوعية والديمقراطية الجذرية ، وتكريس الثقافة الديمقراطية والتنويرية الجديدة والفكر الحر المنحاز للانسان وقضاياه.
بقلم شاكر فريد حسن