لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار…
تاريخ النشر: 06/09/11 | 1:10بقلم:سامي إدريس- الطيبة
احترموا عقولَنا يا رجالَ الدّين الأفاضل! لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار! ولا تعارض بين صريح العقل وصحيح النقل. أصحيحٌ أن هناك عقابٌ في الحياة الدنيا؟
أولاً تحية خالصة الى استاذي الكريم الدكتور محمود أبوفنه، وأرجو له دوام الصحة والعطاء. وتحية الى القائمين على موقع بقجة المثير، الذي أتاح لنا هذا التواصل الثقافي الحضاري الراقي، وهذا الجو الأخوي من الاحترام المتبادل الذي أغبطكم عليه.
وبعد، فإنني اطلعت متأخراً على مقالة استاذي في موقع بقجة صدفة، “احترموا عقولَنا يا رجالَ الدّين الأفاضل! “بينما كنت ابحث عن مادة تخص الشاعر فاروق مواسي. وقد حرص الدكتور على المحافظة على منطقة من الاحترام المتبادل مع رجال الدين الأفاضل المتنورين، وهذا أمر يحمد عليه، وهو المعروف بدبلوماسيته وتقبله لآراء الغير. لكن لا يجب أن نوافق على وضع تابو على المواضيع الدينية المتعلقة بأصول الدين، فإذا كانت هذه المواضيع تُثار في القرن الخامس الهجري عند علماء الكلام والفلسفة الاسلامية، فكيف لا تثار في عصرنا ولا يتصدى لها علماؤنا . وأنا أرى أنه لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار، او بين الكفر والايمان. لكنني على يقين من أنه لا تعارض بين العقل والنقل، كما جاء في كتاب ابن تيمية ” درء تعارض العقل والنقل”.
فلا تعارض بين صريح العقل وصحيح النقل. لكن عقولنا لها أن تسرح وتفكر في عالم الشهادة، أي العالم المنظور أمامنا، والعقول متفاوتة في قدرتها ومعرفتها، والعقول البشرية تنقض ما قالته من نظريات سابقة، فعقولنا قاصرة عن ادراك الغيبيات، فإذا كنا مؤمنين أن هناك عالم الغيب، فلا بد لنا من الايمان بما جاء من نقل حرفاً بحرف بلا كيف. ولا يمكن لأي انسان الوصول الى الطمأنية والراحة النفسية بدون الايمان بالله.
وأنا هنا أحاول رفع النقاش، وفتحه من جديد، حيث أن هذا الموضوع شائك وشائق في نفس الوقت. ولو جعلنا عقولنا هي الميزان وحده لانهار كل ما نؤمن به من مسلمات ومعجزات، فلا يمكن الأخذ بالأمرين معاً. والذي أراه أنك إذا كنت مؤمناً، فإيمانك يعني أن الله مسبب كل شئ الخير والشر من عند الله، ولو لم يكن هو مسبب الحروب والشرور لكان نقص في قدرته وارادته. وعليك أن تؤمن بالمعجزات كمثل معجزة الاسراء والمعراج، أليس فيها تناقض مع القوانين العلمية، لقد سافر محمد “ص” ليلاً بسرعة تفوق سرعة الضوء، وعاد الى فراشه ولمّا يبرد مكان نومه. ولكننا نؤمن بها كمعجزة فوق قدرة البشر الحالية، ونقول إن العلم ( علمنا نحن البشر ) سيتوصل يوماً ما الى خطا نظرياته ومطابقته للدين. والاسلام خاصة دعا الى النظر العقلي باستمرار. ولكن قولةَ الإمام المذكور من أن الله قد أرسل هذه الأعاصير على اليابان لأنهم كفرة، فهذا وهم شخصي لا يمت الى الدين الصحيح بصلة، إذ كيف يفسر هذا الامام ما حدث هكذا، إلا إذا كان بينه وبين الله اتصال شبه نبوي أو إلهامي، وهو يحتاج الى قرآن جديد يذكر قوم اليابان كما ذكر قوم فرعون وعاد وثمود وإرم ذات العماد، وكيف يفسر الكوارث التي تحل على ديار الاسلام؟! ونسمع مقالات من رجال الدين البسطاء عند انحباس المطر عن بلد معين، فإنهم يعزون ذلك الى غضب الله على أهل هذا البلد، وفي دعاء أحدهم قال : ما ذنب الحيوان والطير والشجر يا رب اسقهم غيثاً مغيثاً! والجواب المنطقي على كل هذه الظواهر أن الله ليس بحاجة للأعاصير والزلازل ليحقق أمراً ما، وهو يقول للشئ كن فيكون.
لكنني مع ذلك أومن بأن هناك عقاباً في الحياة الدنيا، والأمثلة كثيرة . إننا نعيش قصة عقاب الله لأبينا آدم وطرده من الجنة بسبب ذنبه وأكله من الشجرة المحرمة، ونحن أبناء آدم طردنا بالوراثة. ستجد من يقول إنني أعصي الله كل يوم فلا يعاقبني، ومن يقول انظر الى السارقين الظالمين العاصين كيف يغنيهم الله في الحياة الدنيا ويمد لهم مدا، ونحن البسطاء المصلين المقيمين الدين لا نكاد نجد قوت يومنا،ونتعذب ونشقى ليل نهار؟ ستجد من يقول من (رجال الدين) الأفاضل (وهذا اصطلاح طبقي كنيسي من العصور الوسطى، فهل يقابله مصطلح ” رجال العلم”! ) إن هذا امتحان وابتلاء لهم من عند الله ولهم أجر عظيم (يوم القيامة) على صبرهم وفقرهم وعذابهم في الدنيا!! والذي يرتكب جريمة فيعاقب عقاباً بشرياُ بالسجن المؤبد، هل من العدالة الإلهية أن يعاقب يوم القيامة على جرمه مؤبداً في جهنم خالداً فيها أبدا؟
ثم ما قولكم بالحديث النبوي الذي ورد في صحيح البخاري ، والذي يقول إن تسعةً وتسعين من مئة سيدخلون النار! وواحد من المئة من البشرية سيدخلون الجنة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمُ ، فَتَرَاءَى ذُرِّيَّتُهُ ، فَيُقَالُ : هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ . فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، فَيَقُولُ : أَخْرِجْ بَعْثَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ . فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، كَمْ أُخْرِجُ ؟ فَيَقُولُ : أَخْرِجْ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِذَا أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا ؟ قَالَ : إِنَّ أُمَّتِي فِي الأُمَمِ كَالشَّعَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ.
أقول صدق رسول الله ، وأكتفي بهذة اللفتة وتقبلوا خالص المودة والاحترام من : سامي إدريس- الطيبة
الأستاذ العزيز سامي إدريس
كما عرفتُك أيّام دار المعلّمين في يافا – تمتلك ناصية اللغة، ولك قلم سيّال..بوركتَ!
وفي مقالتك هذه طرحتَ أفكارا وآراء جديرة بالمزيد من التأمّل والتعمّق
والنقاش الجادّ.
فقضية الإيمان/ النقل والعقل/العلم وكيف نوفّق بينهما، هذه القضيّة لا زالت
تشغل عقول المفكّرين والأدباء… (أذكر رواية “قنديل أم هاشم” ليحيى حقّي).
أحيّيك على ما جاد به يراعُك وفكرُك، وآمل أن أقرأ لك المزيد في المستقبل
في موقع “بقجة” العزيز علينا!!
لك منّي خالص المحبّة والتقدير والشكر
الحاج د. محمود أبو فنه – أبو سامي
بسم الله والحمد لله والصلاة والصلاة والسلام على رسول الله, اما بعد, بارك الله فيك أخي وجعل في خطاك النور والتسديد. أقول ان السيد محمود ابو فنه أتى بأول مقاله بمثل عن أحد رجال الدين هداهم الله وذلك يتنافى مع تعاليم دينك فان الدين عند الله الاسلام, كما واننا قوم قلنا سمعنا واطعنا ولسنا كمن قالوا سمعنا وعصينا ولو انهم امنوا بمحمد لكانوا على ما نحن عليه الان,ولكنه بنفسي وأبي وامي ليس من بني اسرائيل!!!(هداهم الله). أما ما قاله الشيخ فهذا منطقي وهناك امثال عاد وثمود في كتاب الله. وعن سؤالك عن العدالة الالهيه فاسمع ما قاله عمر رضي الله عنه لليهودي حين سأله: كيف الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وانا فقير وانت امير؟ فأجابه عمر بأن هذه جنتك بالنسبة لنار جهنم وهذه ناري بالنسبة للجنه. والتأمل يكون في أيات الله قال تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم:(يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم). بارك الله فيكم وجعلني واياكم من الصادقين.
انت مثل بني اسرائيل- تسال وتخوض باشياء
بالتالي تدور عليهم
وعندما يكلفو بها لا يقومو بها