طرطشات

تاريخ النشر: 04/01/18 | 15:10

· حرب الفقراء والكوليرا
يقدّر الصليب الأحمر الدولي أن عدد إصابات الكوليرا في اليمن قد وصل إلى المليون، فعدد من يقطن في المناطق المتضررة من وباء مرض الكوليرا أكثر من 7.6 مليون نسمة إضافة إلى 3 مليون من النازحين داخلياً، ورغم كافة الجهود المبذولة من وزارة الصحة اليمنية ومنظمات الأمم المتحدة، مثل: منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، ورغم توفيرها للإمدادات الأساسية من مستلزمات التشخيص السريع والسوائل الوريدية والمحاليل الفموية وأقراص الكلور والمضادات الحيوية، إلا أن الحرب الضروس الدائرة قد أنهكت قدرات النظام الصحي الوطني، الضعيفة أصلاً، على الاستجابة لحجم الإصابات، فإلى متى سيبقى دعاة الحرب والصراع الداخلي على السلطة يحصدون الأرواح، خاصة أن معظم من يعانون هم من الأطفال في مجتمع فتي، النسبة الطاغية من أبنائه وأمل مستقبله من الأطفال، ضحايا حرب ليس لهم فيها ناقة أو بعير.

· ثمن الصحة
قديماً قيل: الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، ويقال: إن الصحة غالية وثمينة، ويقال: “درهم وقاية خير من قنطار علاج”، أقوال عبّرت وتعبّر عن أهمية الصحة للإنسان، ومن أكبر النعم، أنه أصبح للكثير من الأمراض أدوية وعلاجات وجراحات، لكن لهذه الأدوية والعلاجات والجراحات ثمن، وهذا الثمن مرتبط في كثير من الأحيان بشدة المرض واحتياجات العلاج من إقامة في المستشفيات وإجراءات طبية تشخيصية وعلاجية، أصبح للتكنولوجيا الحديثة والمكلفة مادياً دور كبير فيها، ولقد وجدت منظمة الصحة العالمية أن المرض وكلفة علاجه أدت في كثير من الأحيان إلى إفقار الأسر، فدعت المنظمة، الدول إلى تبني نظام تجميع المخاطر وتعميمه على كافة السكان وفق مفهوم يسمى التغطية الصحية الشاملة، والتي تؤدي إلى ضمان أن يتاح للناس جميعاً إمكانية الحصول على خدمات صحية عالية الجودة وحمايتهم من الفقر بسبب اعتلال الصحة، وهذا لا يتم إلا من خلال اعتماد نظام التأمين الصحي الإلزامي، بحيث يدفع الجميع وهم أصحاء كلفة علاجهم عندما يمرضون دون أن يدفعوا بشكل مباشر وعند المرض ثمن العلاج الذي أصبح عالياً لدرجة يكون فيها من الصعب على الأفراد مهما كانت قدراتهم المالية تحمل كلفته.

· الصديق القاتل
وهو يشعل سيجارته الثالثة خلال أقل من ربع الساعة، وأمام دهشتي واستنكاري لما يفعل، وفى محاولة شبه يائسة لتبرير استسلامه لعبودية السيجارة، سحب نفساً عميقاً ليخرج بعدها من فمه وأنفه سحابة كثيفة من الدخان، ثم قال: هذه السيجارة هي أفضل صديق، فهي لم تتخل عني عندما تخلى عني الجميع، كانت معي في مواجهة كافة الأزمات والصعاب، تخفف ألمي وتسلي وحدتي، لكنه أغفل أن يقول وقد خرج حديثاً من المستشفى بعد عملية قسطرة وتطعيم شرايين قلبية وطرفية: إنها السبب الرئيس في تدهور صحته وإنها قد تكون سبب القضاء على حياته.

· صفعة عهد وصفقة ترامب
عهد التميمي صفعت جندي الاحتلال الذي انتهك حرمة منزلها واعتدى على خصوصيتها وتواجد في مكان لا يحق له أن يدوس ترابه، فكان عقابه من صاحبة البيت التي لها حق الدفاع عن ممتلكاتها وعن خصوصيتها وعن بيتها، أما ترامب الذي وعد العالم بصفقة القرن، فقد صفع الشعب الفلسطيني واعتدى على حق هذا الشعب في عاصمته ومقدساته فوقف العالم كله ضده، منتصراً للحق وأهله.

د. فتحي أبو مُغلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة