الوعد الصادق والوعد الكاذب… ما بينهما وما بعدهما

الاعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 09/07/25 | 14:29

بعد سنوات كثيرة من التهديد المتبادل بين إسرائيل وايران، وبعد “العنتريات” التي كنا نسمعها من الجانبين حدثت معارك بين الطرفين ولكن ليس بحجم التهديد الذي سمعناه من الجهتين. إيران تناولت العام الماضي “جرعة حليب سباع” وأطلقت 300 من صواريخها الباليستية وحوالي 170 مسيرة على اسرائيل قائلة “يا حسين” في الثالث عشر وحتى فجر الرابع عشر من أبريل/نيسان العام الماضي. هذا الهجوم الإيراني أسمته الدولة الفارسية (الوعد الصادق). وكان هذا الوعد عبارة عن هجمات عسكريَّة جويَّة محدودة بطائرات مُسيَّرة وعددٍ من الصَّواريخ البالستيَّة شَنّها الحرس الثوري الإيراني رداً على على الغارة الجوية الإسرائيلية على القًنصليَّة الإيرانية في دمشق في الأول من الشهر نفسه، والتي قتل فيها 16 شخصًا منهم مسؤول إيراني كبير في فيلق القدس.

عملية الوعد الصادق كانت أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل والأول من نوعه الذي تتعرض له إسرائيل من قبل دولة في المنطقة منذ الضربات الصاروخية التي شنها العراق على إسرائيل في فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين إبان حرب الخليج الثانية منذ أكثر من ثلاثة عقود والذي وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه الأقسى من ناحية الأهمية والسياق، منذ قيام إسرائيل.
ويبدو أن الرقم 13 له مكانة مميزة لدى “العدوّين” خامنئي ونتنياهو بدليل اختيار هذا العدد لتوقيت الهجوم. فالأول (أي خامنئي) اختار هذا الرقم لتنفيذ الهجوم على إسرائيل والثاني اختار نفس العدد لتنفيذ الهجوم على ايران. وقد يؤمن الإثنان (الشيعي خامنئي واليهودي نتنياهو) بحكاية الحظ في هذا الرقم.

في الساعات الأولى من صباح يوم 13 يونيو 2025، شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا واسع النطاق على ايران اطلقت عليه الاسم الرمزي “عَم كِلافي” (بالعبرية: עם כלביא) استهدف منشآت نووية وبنية تحتية عسكرية. العملية الهجومية ركزت على عشرات المواقع، بما في ذلك أماكن مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وقواعد عسكرية، وعلى قادة بارزين.

الحرب بين ايران واسرائيل ليست بسبب نزاع على أراضي أو بسبب احتلال كما هو الحال مع جيران اسرائيل وكما هو الصراع بين روسيا وأوكرانيا. الصراع بين ايران وإسرائيل يدور حول مسألة تهم العالم كله، أي مسألة امتلاك ايران لسلاح نووي وتصميم أميركا وإسرائيل على التصدّي لإيران بأيّ وسيلة.

إسرائيل النووية منذ خمسينيّات القرن الماضي بدعم فرنسيّ تريد منع ايران من الدخول للنادي النووي، لأن ذلك يشكل خطراً على الأمن القومي الإسرائيلي وعلى العالم، كمل تقول اسرائيل. امتلاك الدولة العبرية لسلاح نووي هو أمر طبيعي بنظر العالم ولا يعارضه أحد أو بصورة أوضح لا يجرؤ أي أحد على معارضته.

ايران تقول ان برنامجها النووي لأغراض سلمية ولا تصدقها لا أمريكا ولا إسرائيل بدليل أن تخصيبها لليورانيوم المطلوب لصناعة القتيلة النووية تجاوز مسألة التخصيب لأغراض سلمية وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن نووي ايران تؤكد هذا الأمر. وعد إيران الصادق كما أسمته بإزالة إسرائيل، تبين انه “الوعد الكاذب” ووعد إسرائيل بالقضاء نهائياً على البرنامج النووي الإيراني تبين أيضاً انه “وعد كاذب.” القاسم المشترك ما بين الوعدين هو الكذب، ولن يكون ما بعدهما أفضل حالاً.

وأخيراً…
نظرياً، يعني قولاً، توقفت الحرب بين اسرائيل وإيران. لكن فعلياً فإن هذه الحرب لا يمكن أن تنتهي ما دامت ايران تحوم حول التوصل لقنبلة نووية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة