مع إطلالة العام الدراسي الجديد
تاريخ النشر: 03/09/11 | 2:02رسائل موجهة إلى كل من يهمه سلامة وأمن طلابنا
حوادث الطرق والتي أصبحت وللأسف في نظر المواطنين والمسؤولين بشكل خاص أمرا مسلما به وكأنها قدرنا، هي في نظري مجازر لا أكثر ولا أقل تمارس يوميا تقريبا وعلى مدار 365 يوما ، مجازر تلتهم من أنواع البشر ما هب ودب ولا تميز بين رضيع وكهل، وليس في عرفها أشهر حرم أو أيام حرم وتطالعنا وكالات الأنباء يوميا بأخبار هذه المجازر وتقدم لنا التلخيص الأسبوعي بعدد الضحايا من قتلى وجرحى…وان كانت جميع الضحايا تؤلمنا وتقض مضاجعنا إلا أن الأطفال وطلاب المدارس بالذات هي أشد قلقا وإيلاما.
وأنا العبد الفقير لله ، كنت وفي العام 1973 أي قبل أربعة عقود قد اكتويت بنارها عندما تعرضت لحادث طريق مؤلم خلف وراءه جرحا لم تمحه السنون الطويلة بعد، وعلى مدار أربعين سنة وابتداءا من عام 1965 كرست معظم حياتي وبالإضافة إلى عملي في جهاز التربية والتعليم من أجل مكافحة حوادث الطرق، ومن أجل بث وتعميق الوعي الوقائي الحذري بين طلاب المدارس وبين كافة قطاعات المجتمع من سابله وسواق وكل ذلك من خلال عملي كرئيس لفرع المجلس الوطني لمنع حوادث الطرق في باقة الغربية والمنطقة، ومساهمة متواضعة مني في هذا المجال ومع بداية العام الدراسي الجديد الذي يهل علينا مع الفاتح من أيلول/سبتمبر، رأيت من الواجب أن أساهم ولو بالنزر اليسير في كيفية الوقاية والحذر من هذا الفتاك والمسمى حوادث الطرق خدمة أسديها لطلابنا أكبادنا، ومساهمتي هذه هي على شكل رسائل، أولاها موجهة إلى طلابنا الأعزاء فأقول لهم:
أبنائي وبناتي الطلاب الأعزاء: في ذهابكم وإيابكم من والى المدرسة: لا تمشوا على الشارع، امشوا على الأرصفة فالشوارع أعدت للمركبات أما الأرصفة فلأبناء آدم وليكن عبوركم الشارع من خلال ممر المشاة فإذا وجد الممر فسيروا في وسطه وبخط مستقيم وقصير وإذا تعذر وجود ممر للمشاة فاعبروا من نقطة قريبة من زاوية الشارع أو بالقرب من مفترق طرق إذا وجد. ولا بد من لفت نظركم إلى ضرورة الوقوف خطوة واحدة قبل حافة الشارع الذي تعبرونه ثم انظروا جيدا للجهات الأربع، وبعد تأكدكم من خلو الشارع من المركبات أعبروه بحكمة وحذر وبخط مستقيم وقصير وحذار حذار من عبور الشارع وبشكل مفاجىء أو المرور من أمام أو خلف مركبات أو أجسام واقفة فإنها تخفيكم عن أعين السواق… أما صعودكم ونزولكم إلى ومن الحافلة التي تقلكم فأنهما منوطان بشرطين أساسين:
الأول أن تكون الحافلة متوقفة تماما.
الثاني أن يكون الصعود والنزول ناحية الرصيف فقط …..
أما الرسالة الثانية فإنها موجهة إلى السلطة البلدية أو المحلية هذه السلطة التي تتحمل أعباء مسؤولية الوقاية والحذر ، فعليها بادىء ذي بدء إزالة معيقات الأمان من الطرقات والمسالك التي يمر منها الطلاب في ذهابهم وإيابهم وقبيل بداية السنة الدراسية ، ومن ثم تجديد وصيانة ممرات المشاة القائمة وإقامة ممرات مشاه جديدة وحسب الحاجة ، أما في الأماكن الخطيرة والتي بمحاذاة الشوارع فيجب إقامة دربزينات وحواجز واقية عليها. ومن الضرورة بمكان إزالة كل ما يؤثر سلبا على رؤية الطلاب والسواق وحتى السابلة وبالذات العوائق التي تخفي الطلاب والصغار منهم بشكل خاص ، كالشجيرات ، أغصان الأشجار ، وحتى الأشجار نفسها ، اللافتات بمختلف أنواعها ولافتات الدعايات والإعلانات بالذات والتي من المفروض أن تكون بعيدة عن الشارع مسافة يحددها القانون ، ولا بد من رسالة ثالثة نوجهها إلى مديري المدارس ومديري دوائر الثقافة والتعليم في السلطات البلدية والمحلية ، فلهذه الأجسام دور مميز في التوجيه ونشر الوعي الوقائي والحذري بين الطلاب وحسنا تعمل هذه الأجهزة على تنظيم دوريات حذر على الطرق مكونة من طلاب المدرسة وبمساعدة مرشدين متطوعين من الآباء أو غيرهم ، وتزويد هذه الدوريات بالملابس الخاصة وإشارات المرور الضرورية، ومن الضرورة بمكان أن تقوم كل مدرسة وبالتعاون مع قسم الوقاية والحذر والسلامة في السلطة المحلية بإعداد خارطة بالطرق الآمنة من والى المدرسة على أن يقوم أولياء أمور الطلاب بدراستها والعمل بموجبها… ووجود محطات مرقمة ومستوفية لكافة شروط السلامة والأمان لصعود ونزول الطلاب من حافلاتهم مهمة جدا وضرورية مع وجود مسؤول من قبل السلطة أو المدرسة مهمته التوجيه والمراقبة وضغط النظام…
ومسك الختام إلى الآباء والأمهات إلى أصحاب المدرسة الأولى في حياة أبنائهم وبناتهم طلاب المدارس ، لهم نقول: في الأيام الأولى من السنة المدرسية رافقوا أطفالكم ، طلاب رياض الأطفال والصفوف الابتدائية الدنيا في ذهابهم وإيابهم من والى المدرسة واسلكوا معهم الطرق الآمنة السالكة… أمسكوا بأيديهم فهم أقل حساسية للأصوات وأنواعها ، وتقديراتهم للمسافات والسرعات غير دقيقة ، أما مجالات ومساحات رؤيتهم فأنها محدودة وضيقة بسبب قصر قاماتهم ، وعندما يسيرون في الأيام الماطرة أو في الليالي فمن الضرورة تزويدهم بعاكسات ضوء تلصق على حقائبهم على سراويلهم وحتى على أحذيتهم تمكن معها السائقين من رؤيتهم….
ومع تمنياتنا لكم بالسلامة والأمان… فكل عام مدرسي وأنتم سالمون ، ونحن في أيام عيد الفطر السعيد ، نسأله تعالى أن يكون عيد سلامة وبدون حوادث مؤلمة. وعيد فطر سعيد .
* الكاتب مدير مدرسة ثانوية سابقا ورئيس سابق لفرع المجلس الوطني لمنع حوادث الطرق في باقة الغربية والمنطقة .
بارك الله بك استاذي العزيز على الكلمه الطيبه التي انما هي تدل على حرص اب على ابنائه وجد على احفاده وما انت الا رسول قد ادى امانته وما زال يؤديها بحرص واسال الله لك العمر المديد لتعطي وتفيد كل من يريد وكل عام وانت بالف خير
حياك الباري استاذي الكريم وجمل ايامك بالسعادة والعطاء الخالد.
مقالاتك جوهرية المعاني قيمة فيها دروس وعبر للجميع.تدل على عمق المعرفة والتجربة
الكبيرة .التي تلم بها..
اتمنى لك دوام الصحة والعافية والعطاء..
ليتنا جميعا اهالي ومسؤولين نقف وقفه واحده بقلب واحد امام امن وامان اطفالنا فلذات اكبادنا لانه لا يعرف معنى المر الا الذين ذاقوه وانا من لا زالت تتمزق الما على فراق زهره من بناتي التي لاقت مصرعها امام مدرستها الحبيبه بير السكه الامان والسلامه لجميع الاطفال وتحياتي لك ابا اياد فكلامك درر وجواهر
بوركتَ أبا إياد على هذه النصائح الهمّة والضروريّة،
حبّذا لو قرأها الطلاب والأهل والمعلمون والمسئولون
في السلطة المحلّية وعملوا على تطبيق ما ورد فيها.
دام عطاؤك ورعاك الله.