محمود درويش ليس بحاجة للرثاء ولا البكاء.!

تاريخ النشر: 20/08/11 | 0:41

ثلاث سنوات مضت على رحيل فارس القلم وامير الكلام ولاعب النرد ، شاعر فلسطين الكبير محمود درويش، الذي تركت اصالته الوطنية بصماتها وآثارها على اصالته الشعرية والنثرية المتفردة والمتميزة. فكان موته خاتمة لاطول قصيدة واجمل معلقة لم يكتبها في حياته.

ومنذ رحيل درويش لم يتوقف البكاء والندب ولم تنقطع كلمات التأبين والمواساة، التي جعلت منه “ايقونة” و”قديساً” و”نبيا” يقف في مصاف القديسين والانبياء. وتحوّل الحب له الى عشق جنوني قاتل ومدمر، وهو الذي كان يكره التقديس ويمقت عبادة الشخصية، ولا تزال صرخته المعروفة “انقذونا من هذا الحب القاسي” تجلجل في السماء وتدوي في الآذان.

محمود درويش ليس بحاجة للرثاء ولا البكاء بعد هذه السنوات، فهو اكبر من الدمع وكلمات التأبين، وليس بحاجة الى هذا التعظيم والتقديس. فقد غاب جسداً وبقي روحاً وفكراً وشعراً وقصيدة، وظل تراثه الادبي المكتظ بالرؤيا الناجزة والايقاع العالي.

انه يحتاج مجدداً الى الغوص العميق في عالمه الشعري والنثري الواسع ودراسة تجربته الادبية الثرية، واسلوبه الشاعري وخصائصه الفنية الجمالية ومضامينه المختلفة، واثاره الشعرية والنثرية تحتاج الى المزيد من الدراسة الواعية والمعالجة النقدية والبحث العلمي والاكاديمي الموضوعي.

اخيراً، وامام هذا السيل الجارف من المراثي والبكائيات فان محمود درويش يصرخ من قبره :كفى للرثاء، كفى لهذا العشق الهستيري،فقد مللت من كلمات الندب والصراخ، ومن هذا التقديس والتبجيل، واصلوا الحياة فان “على هذه الارض ما يستحق الحياة”.

بقلم شاكر فريد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة