هل تتحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية

تاريخ النشر: 10/02/14 | 5:24

على امتداد مسيرته الوطنية والنضالية التحررية كان شعبنا الفلسطيني يرفض ويلفظ الانقسامات والانشقاقات بين أي من فصائله المختلفة، وظل شعاره دائماً الوحدة الوطنية، لأنها صمام الأمان في مواجهة الصعاب والتحديات والمؤامرات التي تستهدف قضيته المقدسة، وقد تجلت هذه الوحدة في أروع صورها وأشكالها إبان الانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال وممارساته القهرية التنكيلية.

لكن للأسف أن هذه الوحدة باتت غائبة في الشارع الفلسطيني منذ أن وقع الانقسام بين أبناء الوطن والمصير والهدف الواحد، بين حركتي "فتح" و"حماس"، ونتيجة هذا الانقسام تولدت ونشأت ظواهر وسلوكيات بغيضة كنا نمقتها وندينها لأنها من ممارسات الاحتلال. فقد سالت ونزفت دماء كثيرة على أرض غزة، وتعرضت حرية الرأي والتعبير للخنق والكبت، ومنعت الصحف والمجلات من الوصول للقطاع، وزج بالعشرات من المناضلين في السجون والمعتقلات الحمساوية والفتحاوية، ومنعت النشاطات الاحتفالية بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية وإحياء ذكرى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وغير ذلك الكثير. وهذا الانقسام الحق ضرراً كبيراً بشعبنا وقضيته العادلة، وأضعف النضال الوطني الفلسطيني، وتم استغلاله واستثماره من قبل أعداء شعبنا، الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، في محاولات تكريس واقع الاحتلال ومنع إقامة الدولة المستقلة.

فكم مبادرة واجتماع عقد من اجل المصالحة واستعادة الوحدة بين الفصائل الفلسطينية، وكم اتفاق ابرم من اجل إنهاء عار الانقسام وطي صفحة الانشقاق وانجاز المصالحة بين "فتح" و"حماس"..؟؟. ولا ننسى مبادرة الحراك الشبابي الفلسطيني ودعوته إلى نبذ الشقاق والخلاف وضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، رافعاَ شعار "الشعب يريد إنهاء الانقسام"، لكن هذا الحراك الشبابي الفلسطيني سرعان ما خبا بريقه.

ورغم كل المبادرات والمحاولات والاجتماعات واللقاءات والاتفاقات لم يترجم أي شيء على أرض الواقع وفي الحقيقة، وبقيت كل الاتفاقات المبرمة والموقعة حبراً على ورق. واليوم نسمع عن زيارات لقطاع غزة وعن لقاءات وحوارات جدية بين قيادتي حركتي "فتح" و"حماس" بهدف الوفاق الوطني ورأب الصدع الداخلي وانجاز المصالحة التي طال انتظارها، نأمل أن تحقق هدفها وغايتها.

لقد آن الأوان كي تعود المياه إلى مجاريها ويتمتع شعبنا بوحدته الوطنية الغلابة التي طالما تغنى فيها وهتف لها، والظروف الحالية بلا شك أصبحت مواتية لإنهاء الانقسام الفلسطيني المدمر، والتخلص من تبعاته وتداعياته ومخلفاته وانعكاساته على الشارع الفلسطيني وقضيته الوطنية وانجازاته السياسية.

خلاصة القول، إن الوحدة الوطنية هي ضرورة موضوعية وحاجة ملحة في ظروف شعبنا المعقدة والصعبة، وما تمر فيه الحركة الوطنية الفلسطينية ويتعرض له شعبنا من عمليات نهب واستيطان وممارسات قمعية، ومن واجب القوى الوطنية والديمقراطية والفصائلية الفلسطينية التحلي بروح المسؤولية، بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة، والعمل بدأب وإخلاص من أجل تحقيق المصالحة واستعادة اللحمة الوطنية، وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني والنهوض بأوضاع شعبنا الداخلية والوطنية والعامة.

‫2 تعليقات

  1. هههه
    اذا كانت مصمص التحته والفوقه مختلفات
    وبرطعه قسمان
    فتريد وحده بين الحرامي ابو مازن وزمرته مع الشعب المسكين

  2. يساوي بين العميل والمقاوم بس الواحد بدو يكتب طيب اشرحنا قول شو بب الانقسام يا فلتة زمانك ما تضحك ع الناس ما تحكي الحقيقه الي سبب الانقسام عدم رضى زمرة عبا ودحلان عميل السيسي وارائيل عن نجاح حماس بالانتخابات وقتله وسفكه للدم وحبسه اعضاء حماس واهلهم اليس هذا ما حصل الى متى نكزب على انفسنا اليس تامر مبارك وملك الاردن على اموال السلطه ومنعها من دخول الضفه وغزه لافشال حكومة حما هو السبب هذا الانقسام نعمه من نعم الله وهو اليوم حاصل في كل ارجاء العالم العربي والاسلامي ليميز الله الخبي من الطيب حتى داخل الحركات نفسها فاصحى وكن مع المظلوم على الظالم قبل ان ياخذك الله اخذ عيز مقتدر وبلاش اسلوب المراوغه فقد سامنا منه وزهقناه وان غدا لنلظره قريب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة